المنتخب من الصحاح الستة - محمد حياة الأنصاري - الصفحة ٩٤
(حدثنا) محمد بن يوسف، قال: حدثنا سفيان، عن هشام بن عروة عن أبيه، عن عبد الله بن عمر قال: قيل لعمر: ألا تستخلف، قال: إن أستخلف فقد استخلف من هو خير مني أبو بكر، وإن أترك فقد ترك من هو خير مني رسول الله صلى الله عليه وسلم فأثنوا عليه " فقال: راغب وراهب وددت إني نجوت منها كفافا لا لي ولا علي لا أتحملها حيا ولا ميتا (متفق عليه) واللفظ للبخاري وأخرجه في " صحيحه " (1 / 1072) باب الاستخلاف من كتاب الأحكام

* وفي رواية، ثم إن المهاجرين دخلوا على عمر بن الخطاب وهو في البيت من جراحه تلك، فقالوا: يا ابن الخطاب: استخلف علينا، فقال: حسب آل الخطاب تحمل رجل منهم الخلافة وليس لابني عبد الله من الأمر شئ ثم قال: يا عبد الله إياك ثم إياك لا تتلبس بها، ثم قال: إن استقام أمر خمسة منكم وخالف واحد فاضربوا عنقه، وإن استقام أربعة واختلف اثنان فاضربوا أعناقهما، وإن استقام ثلاثة واختلف ثلاثة فاحتكموا إلى ابني عبد الله، فلأي الثلاثة قضى فالخليفة منهم وفيهم، فإن أبى الثلاثة الآخرون ذلك فاضربوا أعناقهم فقالوا: قل فينا مقالة نستدل فيها برأيك ونقتدي به، فقال: والله يمنعني أن استخلفك يا سعد، إلا شدتك وغلظتك، مع أنك رجل حرب، وما يمنعني يا عبد الرحمن إلا أنك فرعون هذه الأمة، وما يمنعني منك يا زبير إلا أنك مؤمن الرضا كافر الغضب، وما يمنعني من طلحة إلا نخوته وكبره، ولو وليها وضع خاتمه في إصبع امرأته، وما يمنعني منك يا عثمان إلا عصبيتك وحبك قومك وأهلك، وما يمنعني منك يا علي إلا حرصك عليها، وأنك أحرى القوم إن وليتها أن تقيم على الحق المبين والصراط المستقيم رواه ابن قتيبة الدينوري في " تاريخه " (1 / 24) في باب تولية عمر بن الخطاب الستة للشورى وعهده إليهم.
وأما ما روي في هذا الباب عن عبد الله بن سبع قال: قيل لعلي كرم الله وجهه: ألا تستخلف؟ قال: لا ولكني أترككم إلى ما ترككم إليه رسول الله، صلى الله عليه وسلم. أخرجه أبو يعلى في " المسند " (1 / 198 برقم 336) والهيثمي (5 / 197) ضعيف جدا فقد ضعفه ابن كثير. وفي هذا الباب عن عائشة أنها قالت: قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يستخلف أحدا رواه أحمد والحاكم (3 / 78) وقال ابن تيمية. ما رواه عمر وعائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم والأثران الصحيحان المسند إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من لفظه بمثل هذين الأثرين الموقوفين على عمر وعائشة مما لا تقوم به حجة ظاهرة مع أن هذا أثر خفي على عمر كما خفي عليه كثير من أمر رسول الله وإنما الحجة في روايتهما في قولهما " منهاج السنة؟ (1 / 136)
(٩٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 ... » »»