المنتخب من الصحاح الستة - محمد حياة الأنصاري - الصفحة ٨٨
(حدثني) محمد بن رافع، وعبد بن حميد، قال عبد: أنا وقال ابن رافع: نا عبد الرزاق، قال: أنا معمر، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن ابن عباس قال: لما حضر رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي البيت رجال فيهم عمر بن الخطاب قال النبي صلى الله عليه وسلم: " هلم أكتب لكم كتابا لا تضلون بعده " فقال عمر: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد غلب عليه الوجع وعندكم القرآن حسبنا كتاب الله، فاختلف أهل البيت فاختصموا، منهم من يقول: قربوا يكتب لكم رسول الله صلى الله عليه وسلم كتابا لن تضلوا بعده " ومنهم من يقول: ما قال عمر: فلما أكثروا اللغوا والاختلاف عند رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " قوموا عني ".
قال عبيد الله: فكان ابن عباس يقول: إن الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب من اختلافهم ولغطهم.
(متفق عليه) واللفظ لمسلم وأخرجه في (2 / 43) باب ترك الوصية من كتاب الوصية.

* (قوله: فاختلف أهل البيت) فالمراد بأهل بيت في هذا الحديث، أي من كان في البيت من الصحابة لا أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله، وكذا ذكره العسقلاني في " فتح الباري " (/) والقسطلاني في " إرشاد الساري " (/) (قوله: ومنهم من يقول ما قال عمر) حتى آل الأمر إلى اللغو والاختلاف عند النبي صلى الله عليه وسلم وقد نهاهم الله قبل ذلك عن رفع أصواتهم فوق صوت النبي صلى الله عليه وسلم فكيف اللغو والاختلاف في مجلسه وحضوره فتأذى رسول الله صلى الله عليه وسلم وغضب وقال " قوموا عني " كما جاء في حديث علي بن أبي طالب أنه قال لطلحة: يا طلحة ألست قد شهدت رسول الله حين دعا بالكتف ليكتب فيها ما لا تضل الأمة بعده ولا تختلف فقال صاحبك: إن رسول الله صلى الله عليه وآله يهجر فغضب رسول الله صلى الله عليه وآله وتركها؟
(قوله: إن الرزية كل الرزية، وقال بعضهم وإن كنا لا نوافق ابن عباس في أن ذلك رزية ولكنه من اجتهادات عمر.
كما قاله ابن تيمية وغيره، أي من اجتهادات عمر التي قد خالف فيها النص.
(قوله: ما حال بين رسول الله وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب) ولهذا لم يكتب لهم ذلك الكتاب حتى ضل أكثرهم من بعد النبي صلى الله عليه وآله بسبب ترك ذلك الكتاب ولعله يشير إليه ابن عباس بقوله: إن الرزية كل الرزية، وعلى كل حال أن الضلال هو في عاتق (من) الذي خالف فيها ونسب الهذيان إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فهو الذي أوجب الضلال لأكثر الناس "
(٨٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 ... » »»