الثقلان - السيد محسن الحائري - الصفحة ٥٧
وقال عليه السلام: اقتدوا بهدي نبيكم فإنه أصدق الهدي، واستنوا بسنته فإنه أصدق السنن (1).
وقال عليه السلام - في كتابه المعروف بالعهد إلى مالك الأشتر واليه على مصر -:
واردد إلى الله ورسوله ما يضلعك من الخطوب، ويشتبه عليك من الأمور، فقد قال الله تعالى لقوم أحب إرشادهم: (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم، فإن تنازعتم في شئ فردوه إلى الله والرسول)، فالرد إلى الله:
الأخذ بمحكم كتابه، والرد إلى الرسول: الأخذ بسنته الجامعة، غير المفرقة (2).
وقد كانت للإمام عليه السلام في قمع " البدع " التي أحدثت في وجه السنة للصد عنها، مواقف وأقوال حفظت في دواوين العلم:
فلما قال له عثمان - وهو خليفة -: تراني أنهى الناس عن شئ، وأنت تفعله؟!
رد الإمام عليه السلام بقوله: "... ما كنت لأدع سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لقول أحد " (3).
وأعلن عليه السلام عن الحقيقة بقوله: ما ابتدع أحد بدعة إلا ترك بها سنة، إن عوازم الأمور أفضلها، وإن محدثاتها شرورها (4).
وراح يعلن استياءه عما آل إليه أمرها، على حديث الصحيفة المختومة، في ما رواه الإمام الكاظم عليه السلام عن الصادق عليه السلام أن أمير المؤمنين عليه السلام قال: انتهكت الحرمة، وعطلت السنن ومزق الكتاب، وهدمت الكعبة... (5).

(١ غرر الحكم للآمدي (٢ / ٢٥٨).
(٢) نهج البلاغة، الكتاب رقم (٥٣) ص ٤٣٤.
(٣) لا لاحظ : إيقاظ الوسنان (ص ٢٠٢ - ٢٠٣) عن البخاري ومسلم والترمذي، والنسائي، من رواية " مروان بن الحكم " في النهي عن المتعة...
(4) رواه في الكافي (1 / 58) ونقله في الوافي (1 / 260) ورواه في نهج البلاغة (الخطبة 145) بلفظ: " ما أحدثت... ".
(5) الكافي (1 / 282) الحديث 4 من كتاب الحجة.
(٥٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 ... » »»