العموم أن من ارتد ممن غزاها مغفور له. وقد أطلق جمع محققون حل لعن يزيد. وهذا لازم خطير لك.. فهل من ارتد بعد هذه الغزوة، أو ارتكب ما يضاد المغفرة.. سيكون مغفورا له؟!
5 - يا ليتكم وقفتم عند مبحث اللعن وآدابه وشروطه لكان الأمر أهون، فهي لا تخرج عن كونها مسألة علمية فقهية.. تفتقر إلى عرض النصوص والأدلة والحجج، ولا يضلل فيها المخالف.. بل تعدى الأمر إلى التزامات منكم خطيرة، تقتضي إبطال نهضة الحسين، وكل أولئك الصالحين الذين خرجوا عليه، واعتبارهم مخطئين فيما قاموا به.. ولعمر الله إنه للازم خطير.
6 - تخطئة مواقف الشخص لا يعني التعدي عليه أو ذمه.. فمعاوية رضي الله عنه صحابي، وهو من الطلقاء، ولم يثبت من فضائله شئ، كما قال الامام إسحاق بن راهويه، ومن يشك في كونه قد بغى على الإمام علي حين خرج عليه، فهو أضل من حمار أهله!
وهل أمره بقتل الصحابي الجليل حجر بن عدي، الذي وصفه النبي صلى الله عليه وسلم ب (حجر الخير) اجتهادا؟! وما كان ذلك إلا أنهم لم يلعنوا عليا، حين كتب فيهم زياد بن أبيه والي معاوية على الكوفة كتابا إلى معاوية قال فيه: إنهم خالفوا الجماعة في لعن أبي تراب، فخرجوا بذلك عن الطاعة، فأمر معاوية بقتلهم، فحملوا إلى مرج عذراء في الشام فقتلوا هناك صبرا!! وقد أنكرت عائشة رضي الله عنها ذلك على معاوية رضي الله عنه، ذلك.
(انظر: دلائل النبوة للبيهقي 6 / 457، والبداية والنهاية لابن كثير 6 / 231، والإصابة لابن حجر 2 / 329، وتاريخ اليعقوبي 2 / 230).