أقول لصحب ضمت الكأس شملهم وداعي صبابات الهوى يترنم خذوا بنصيب من نعيم ولدة وكل وإن طال المدى يتصرم وكتب فصلا طويلا، ثم قلب الورقة، وكتب: لو مددت ببياض لمددت العنان في مخازي هذا الرجل!!
وقد أفتى الإمام أبو حامد الغزالي في مثل هذه المسألة بخلاف ذلك، قال ابن الأهدل: أفتى الغزالي بخلاف جواب الكياهرسي، وتضمن جوابه أنه وإن غلب الظن بقرائن حاله أنه رضي قتل الحسين أو أمر به، فلا يجوز لعنه ويجعل كمن فعل كبيرة، وأفتى ابن الصلاح بنحوه، وأقرهما اليافعي.
قلت: الحاصل من ذلك أن يزيدا إن صح عنه ما جرى منه على الحسين وآله من المثلة، وتقليب الرأس الكريم بين يديه، وإنشاده الشعر في ذلك مفتخرا، فذلك دليل الزندقة والانحلال من الدين، فإن مثل هذا لا يصدر من قلب سليم. وقد كفره بعض المحدثين، وذلك موقوف على استحلاله لذلك، والله أعلم.
وقال الإمام التفتازاني: أما رضا يزيد بقتل الحسين وإهانته أهل بيت رسول الله، فمما يقطع به، وإن كان تفصيله آحادا، فلا يتوقف في كفره لعنة الله عليه، وعلى أنصاره وأعوانه. (شذرات الذهب 2 / 9).
وأما الاحتجاج بحديث الغزو، فلا أدري.. هل خفي عليك كلام شراح الحديث، ومنهم المناوي في فيض القدير، حيث قال: لا يلزم منه كون يزيد بن معاوية مغفورا له لكونه منهم، لأن الغفران مشروط بكون الانسان من أهل المغفرة، ويزيد ليس كذلك لخروجه بدليل خاص. ويلزم من الحمل على