إسرائيل من عدوهم، فصامه موسى. قال: فأنا أحق بموسى منكم. فصامه، وأمر بصيامه).
قال شارحه: ش (يوم صالح) وقع فيه خير وصلاح. (أحق بموسى) أولى بالفرح والابتهاج بنجاته.
وروى: (1901 - حدثنا علي بن عبد الله، حدثنا أبو أسامة، عن أبي عميس، عن قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب، عن أبي موسى رضي الله عنه، قال: كان يوم عاشوراء تعده اليهود عيدا، قال النبي صلى الله عليه وسلم: فصوموه أنتم).
قال شارحه: (فصوموه أنتم) معلنين أنكم تخالفونهم في اعتباره عيدا، لأنكم لا تصومون يوم العيد. انتهى.
ويتبين لنا أن النبي هنا لم يكن قد صام يوم عاشوراء باعتباره من أيام الجاهلية، بل صامه بناء على قول اليهود من أنه يوم صالح، وهو أحق بصيامه منهم ابتهاجا وسرورا! ولكن في الرواية الثانية يخالفهم بأنه ليس من الأعياد! بل يتبين لنا أن النبي لم يكن يصومه في الجاهلية، كما هو حديث عائشة المتقدم، بل صامه لأن يهود المدينة صاموه! قال البخاري: (3727 - حدثنا زياد بن أيوب، حدثنا هشيم، حدثنا أبو بشر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة، وجد اليهود يصومون عاشوراء، فسئلوا عن ذلك فقالوا: هذا اليوم الذي أظفر الله فيه موسى وبني إسرائيل على فرعون، ونحن نصومه تعظيما له، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: نحن أولى بموسى منكم ثم أمر بصومه.
فأيها نصدق؟!