* وكتب (أبو فراس)، بتاريخ 14 - 4 - 2000، الحادية عشرة ليلا:
هذا كلام جيد لكم عسى أن تنتفعوا به.. يقول شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه وأنار قبره في كتابه منهاج السنة 4 / 553 - 334:
(وصار الناس في مقتل الحسين رضي الله عنه، ثلاثة أصناف: طرفين ووسط. أحد الطرفين يقول: أنه قتل بحق فإنه أراد أن يشق عصا المسلمين ويفرق الجماعة وقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من جاءكم وأمركم على رجل واحد يريد أن يفرق جماعتكم فاقتلوه). قالوا والحسين جاء وأمر المسلمين على رجل واحد فأراد أن يفرق جماعتهم. وقال بعضهم: هو أول خارج خرج في الإسلام على ولاة الأمر - يقصد بقوله النواصب لأن هذا قولهم -. والطرف الآخر يقول: بل كان هو الإمام الواجب طاعته، الذي لا ينفذ أمر من أمور الإيمان إلا به، ولا تصلى جماعة ولا جمعة إلا خلف من يوليه ولا يجاهد إلا بإذنه ونحو ذلك - يقصد بقوله عن الرافضة لأن هذا قولهم -.
وأما الوسط فهم أهل السنة الذين لا يقولون لا هذا ولا هذا بل يقولون: قتل مظلوما شهيدا، ولم يكن متوليا لأمر الأمة، والحديث المذكور لا يتناوله فإنه لما بلغه ما فعل بابن عمه مسلم بن عقيل ترك طلب الأمر، وطلب أن يذهب إلى يزيد أو إلى الثغر أو إلى بلده فلم يمكنوه، وطلبوا منه أن يستأسر لهم، ولهذا لم يكن واجبا عليه. وصار الشيطان بسبب قتل الحسين رضي الله عنه يحدث للناس بدعتين، بدعة الحزن والنوح يوم عاشوراء، من اللطم والصراخ والبكاء والعطش وإنشاد المراثي وما يفضي ذلك من سب السلف ولعنهم وإدخال من لا ذنب له مع ذوي الذنوب، حتى يسب السابقون