إليه دون تشخيص نسخته وروايتها، لأمكن القول باحتمال الزيادة فيه، كما وقع ذلك في كتاب الكشكول للبهائي قدس سره، وكتابه الآخر (المخلاة) الذي وجدوا نسخته في مصر وطبعوه مرارا.. وبين طبعاته في مصر وغيرها فروق كبيرة جدا!
وثانيا: الظاهر أن الحسن في الرواية هو الحسن البصري، وليس الإمام الحسن عليه السلام، وقد التبس ذلك في غير رواية.. ومما يقوي أنه البصري: أن التاريخ ذكر أنه كان يوجد في البصرة وأصفهان خرائين يتغوطون في بساتين النخل لتسميدها، ويأخذون من أصحابها أجرة!! وقد أورد ياقوت الحموي في معجم البلدان قصصا عنهم، ولم أجد شبيه ذلك عن أهل الكوفة أو المدينة اللتين سكنهما الإمام الحسن عليه السلام.
قال الحموي في معجم البلدان: 1 / 436: (ودخل فتى من أهل المدينة البصرة فلما انصرف قال له أصحابه: كيف رأيت البصرة؟ قال: خير بلاد الله للجائع والغريب والمفلس، أما الجائع فيأكل خبز الأرز والصحناءة فلا ينفق في شهر إلا درهمين! وأما الغريب فيتزوج بشق درهم! وأما المحتاج فلا عليه غائلة ما بقيت له استه، يخرأ ويبيع... وللحشوش بالبصرة أثمان وافرة، ولها فيما زعموا تجار يجمعونها، فإذا كثرت جمع عليها أصحاب البساتين وأوقفهم تحت الريح لتحمل إليهم نتنها، فإنه كلما كانت أنتن كان ثمنها أكثر، ثم ينادى عليها فيتزايد الناس فيها)!! انتهى.
ومما يقوي أنه الحسن البصري أيضا: أن فقه أهل البيت عليهم السلام لا يجيز بيع النجاسات، بينما فقه الحسن البصري يجيزه، فلا بد أن يكون عمل أولئك الخرائين على غير مذهب أهل البيت عليهم السلام!
* *