والخطيب في تاريخه 6 / 327. وأبو نعيم في الحلية 3 / 139. والمتقي في كنز العمال عن عدة من كبار الحفاظ. بل في فيض القدير عن السيوطي أنه حديث متواتر. (فيض القدير - شرح الجامع الصغير 3 / 415).
وثالثا: قوله: (ثبت عنه أنه كان يقعده وأسامة بن زيد على فخذه). أقول: إن الحسن عليه السلام ولد سنة ثلاث من الهجرة على ما في الإستيعاب، وأسامة ولد قبلها بعشر سنوات تقريبا، فلو كان الحسن عليه السلام حين كان يقعده النبي على فخذه ابن سنتين أو ثلاث، كان أسامة ابن ثلاث عشرة سنة، ومثله لا يقعد على الفخذ!! بل الثابت أنه كان يجلس الحسنين عليهما السلام على فخذيه ويقول ذلك، بل إن أسامة من رواة الخبر فيمن رواه من الصحابة، كما في الصواعق 82 عن الترمذي. وفي كنز العمال. وفيض القدير عن الطبراني. (كنز العمال 6 / 221، فيض القدير 3 / 415).
فكأن الحديث الذي أورده محرف، وإن كان كذلك في الكتب الموصوفة بالصحة، ويشهد لما ذكرنا وروده في مواضع بلفظ: (عن أسامة كان النبي يأخذني والحسن فيقول اللهم إني أحبهما فأحبها) رواه جماعة منهم بترجمة أسامة أو الحسن. وكأن راويه التفت إلى الإشكال فأبدل اللفظ إلى (يأخذني)!
والذي يؤكد الإشكال ويوضح الحال ما أخرجه الترمذي في باب مناقبها عليهما السلام عن أسامة قال: (طرقت رسول الله ذات ليلة لبعض الحاجة، فخرج النبي وهو مشتمل على شئ لا أدري ما هو، فلما فرغت من حاجتي قلت: ما هذا الذي أنت مشتمل عليه؟ فكشف عنه فإذا حسن وحسين على وركيه. فقال: هذان ابناي وابنا بنتي، اللهم إنك تعلم أني أحبهما فأحبهما، اللهم إنك تعلم أني أحبهما فأحبهما وأحب من يحبهما). الترمذي 5 / 614. فكان أسامة حينما كان الرسول يحتضن السبطين بالغا مبلغ الرجال... فالسؤال هو: كيف قد خفي كل هذا على هذا المدعي والمعترض المغرض؟