قال ابن تيمية في منهاج السنة: 2 / 121: وأما قوله - يقصد ابن المطهر الحلي رحمه الله - وكان ولداه سبطا رسول الله سيدا شباب أهل الجنة إمامين بنص النبي (صلى الله عليه وآله). فيقال: الذي ثبت بلا شك عن النبي في الصحيح أنه قال عن الحسن: إن ابني هذا سيد، وإن الله سيصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين. وثبت عنه أنه كان يقعده وأسامة بن زيد على فخذه ويقول: اللهم إني أحبهما وأحب من يحبهما، وهذا يدل على أن ما فعله الحسن من ترك القتال على الإمامة وقصد الإصلاح بين الناس كان محبوبا عند الله ورسوله، ولم يكن ذلك مصيبة... ولم يكن الحسن أعجز عن القتال من الحسين.. وأن الذي فعله الحسن هو الأحب إلى الله ورسوله مما فعله غيره، والله يرفع درجات المتقين المؤمنين بعضهم على بعض، وكلهم في الجنة، رضي الله تعالى عنهم أجمعين. وقد ثبت أنه أدخلهما مع أبويهما تحت الكساء وقال: اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، وأنه دعاهما إلى المباهلة، وفضائلهما كثيرة وهما من أجلاء سادات المؤمنين). انتهى.
أقول: أولا: لم يتعرض لفضيلة كونهما سبطي هذه الأمة، فإن ذلك معدود من جلائل فضائلهما في الأحاديث الكثيرة الواردة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. كما في ذخائر العقبى في مناقب ذوي القربى - 130. وغيره من كتب الحديث والفضائل.
وثانيا: لم يتعرض لحديث (إن الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة) أصلا، مع أنه من أثبت وأصح فضائلهما الكثيرة كما اعترف. فقد رواه أحمد في المسند 3 / 3. والترمذي 2 / 306 و 307. وابن ماجة في باب الفاضل. والنسائي في الخصائص - 36. والحاكم 3 / 167. وابن حجر في الإصابة. وابن الأثير في أسد الغابة.