الشيعة كانوا نسبة قليلة وسط الغالبية المتعاطفة مع الإمام علي عليه السلام ولم تكن الكوفة شيعية بأسرها أو نصفها يوم جاءها الإمام الحسن (ع)، أو يوم غادرها... ومن الجدير ذكره أن أوقف هنا وقفة متأمل وباحث عن طبيعة الصراع الدائر والظروف التي أولدتها المحنة إليك ملخصها:
1 - المجتمع الكوفي المعقد المتكون من: أ - التركيبة القبلية والانقياد الأعمى إلى زعمائها. ب - التباين المذهبي والعقائدي. ت - أصحاب الأطماع السياسية. ث - التفاوت الطبقي والاختلاف القومي. ج - بقايا حرب القادسية وأولادهم جيش الحمر. ح - بقايا الخوارج وأولادهم والمنتمين إليهم.
2 - طغيان معاوية واستبداده: أ - دسائسه ومؤامراته. ب - دهائه وعدم تورعه. ت - وعود معاوية رؤساء القبائل وزعمائهم بالأموال والمنصب إن هم قتلوا الإمام الحسن (ع).
3 - تخاذل جيش الإمام، وتفكك قياداته: أ - الأشعث بن قيس، رأي التمرد في صفين، والقبائل المنقادة له. ب - شبث بن ربعي، وحجار بن أبجر، وعمر بن حريث. ت - خيانة ابن عمه عبيد الله بن العباس والتحاقه بمعاوية.
كل هذه وغيرها مجتمعه أدت إلى قبول الإمام الحسن (ع) الهدنة على أن يعمل معاوية بالشروط التي أمليت عليه. ويضيف صاحب موسوعة المصطفى والعترة فيقول:
يقول الشهيد السعيد السيد محمد باقر الصدر (قدس سره) تصاب المجتمعات بعدة أمراض كما يصاب الأفراد، ومن الأمراض التي أصيب بها