الانتصار - العاملي - ج ٥ - الصفحة ٣٨٩
لذ بالعقيلة بضعة الزهراء * متوسلا بكريمة الآباء فهناك مهبط رحمة تخظى بها * وهناك ما ترجو من الآلاء وافتح بفاتحة الكتاب ضريحها * واقرأ سلامك ضارعا بدعاء حتى تنال الخير من نفحاتها * وترى شعاع جلالة وبهاء فمزارها حرم، ومهبطها حمى * وهي اللياذ لنا من اللأواء فجوارحي تصبو لزورة قبرها * وجوانحي تهفو لها بولاء فالله شرف قدرها ومقامها * والله يوفي الخير للسعداء * فكتب (فرات) بتاريخ 8 - 8 - 2000، الخامسة مساء:
في الخامس من جمادى الأولى من السنة الخامسة للهجرة النبوية الشريفة وضعت الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء سلام الله عليها وليدتها المباركة التي لم تولد مثلها امرأة في الإسلام إيمانا وشرفا وطهارة وعفة وجهادا.
وكيف لا تكون كذلك وهي وريثة جدها المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم وأبيها المرتضى عليه السلام حيث جمعت ما امتازا به من صفات كريمة ونزعات شريفة. فهي أول سيدة في دنيا الإسلام صنعت التأريخ وأقامت صرح العدل والحق ونسفت قلاع الظلم والجور وسجلت مواقفها المشرفة شرفا للإسلام وعزا للمسلمين على امتداد التأريخ، فلقد نشرت الوعي السياسي والديني في وقت تلبدت فيه أفكار الجماهير وتخدرت وخفي عليها الواقع.
وقراءة تحليلية واعية ومنصفة لعصرها تكشف الجو العام الذي كان سائدا فبعد إقصاء العترة الطاهرة من مقامها وشؤون الخلافة آلت الأمور إلى بني أمية الذين هم الشجرة الملعونة في القرآن فاتخذوا مال الله دولا وعباد الله خولا
(٣٨٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 384 385 386 387 388 389 390 391 393 395 396 ... » »»
الفهرست