الانتصار - العاملي - ج ٥ - الصفحة ٢٥٤
اجتمعوا على أن يضروك بشئ لم يضروك إلا بشئ قد كتبه الله عليك رفعت الأقلام وجفت الصحف). قال هذا حديث حسن صحيح!
قولك: (هل الذي يقول يا رسول الله أدركني، أو يا علي أدركني، يعتقد أن المنادى أو المتوسل به أو المستغاث به، هو ربه أو شريك ربه والعياذ بالله؟!
فهو يريد العون منه؟ أم أنه يريد مساعدة المنادى وشفاعته إلى الله، لأن له عنده مقاما وشفاعة؟!
وكذا الذي انقطعت سيارته فينادي صاحبه من بعيد يا سعود أدركني..
فهو يؤله سعودا أو يعتقد أنه شريك لله تعالى؟!!).
لا، لا يعتقد أن له ربا غير الله ولا أن المنادى هو شريك لربه، لكنه يجهل حقيقة التوحيد، هل سمعت قوله تعالى (قل من يرزقكم من السماء والأرض أمن يملك السمع والأبصار ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الأمر، فسيقولون: الله... فقل: أفلا تتقون).
فخبرني عن هؤلاء إذا؟ هل تشك في نياتهم؟ هم يعلمون من يدبر الأمر، فما علتهم؟ أترك لك الجواب! إن الذي ينادي (يا علي أدركني) يعتقد أن المنادى يسمعه وقادر على تنفيذ طلبه، أدعو الله أن ييسر لك زيارة العتبات المقدسة في العراق لترى بأم عينيك دعاء الناس عند الأضرحة... هذه تطلب منه الولد لأنها عاقر، والآخر يسأله الرزق، وآخر يسأله عن ولده المفقود أن يعيده إليه!!! فماذا تركتم لله؟!!
لم يفقهوا ولم ينبههم أحد ولم يذكرهم أحد بقوله (إن الذين تدعون من دون الله عباد أمثالكم، فادعوهم فليستجيبوا لكم إن كنتم صادقين)، وقد شرحت هذا وفصلته في الموضوع أعلاه، فدونكه.
(٢٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 249 250 251 252 253 254 255 256 257 258 259 ... » »»
الفهرست