الانتصار - العاملي - ج ٥ - الصفحة ٢٥٣
يحدث عن عثمان ابن حنيف أن رجلا ضريرا أتى النبي صلى اللهم عليه وسلم فقال: يا نبي الله ادع الله أن يعافيني فقال إن شئت أخرت ذلك فهو أفضل لآخرتك وإن شئت دعوت لك. قال: لا بل ادع الله لي. فأمره أن يتوضأ وأن يصلي ركعتين وأن يدعو بهذا الدعاء: اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد صلى اللهم عليه وسلم نبي الرحمة يا محمد إني أتوجه بك إلى ربي في حاجتي هذه فتقضي وتشفعني فيه وتشفعه في. قال: فكان يقول هذا مرارا. ثم قال بعد أحسب أن فيها أن تشفعني فيه، قال: ففعل الرجل فبرأ).
إن الأعمى طلب من النبي أن صلى الله عليه وسلم أن له ليرد إليه بصره فعلمه النبي صلى الله عليه وسلم دعاء أمره فيه أن يسأل الله قبول شفاعة نبيه فيه.
فهذا يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم شفع فيه وأمره أن يسأل الله قبول شفاعته، فقوله (يا محمد إني أتوجه بك إلى ربي في حاجتي هذه فتقضي وتشفعني فيه وتشفعه في) فطلب من الله أن يشفع فيه نبيه، وقوله (يا محمد إني أتوجه بك إلى ربي) هي كما يقول المصلي (السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته) وكقولنا (السلام عليك يا أبا عبد الله) فهو نداء يطلب به استحضار المنادى في القلب فيخاطب لشهوده في القلب، وليس فيه صيغة سؤال أو استعانة أو استغاثة! بقي أن تعرف أن هذا الحديث مرفوع! وما ذهبت إليه يعارضه الحديث الصحيح الآخر الذي رواه الترمذي عن ابن عباس: (عن ابن عباس قال: كنت خلف رسول الله صلى اللهم عليه وسلم يوما فقال: يا غلام إني أعلمك كلمات أحفظ الله يحفظك، أحفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشئ لم ينفعوك إلا بشئ قد كتبه الله لك ولو
(٢٥٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 248 249 250 251 252 253 254 255 256 257 258 ... » »»
الفهرست