عميقة ووحدة صلة) لا يعتمد على برهان، فضلا أن العبوس فالإعراض إذا نظرا معا يعدان صفة سلبية حتى لو كان مع أحد أفراد العائلة أو أحد الأصحاب، وخصوصا إذا نظرنا إلى باقي آيات السورة لما فيها وصف النبي (ص) بالتصدي والتلهي. أما مسألة الإعراض بتأخير الحدث إلى وقت آخر فهي لا تبرر العبوس والإعراض، فهو (ص) وبالمؤمنين رؤوف رحيم.
وكان بالإمكان إخبار ابن أم مكتوم من دون ذلك العبوس، والعبوس والإعراض يناسب الفظاظة التي نزه الله تعالى نبيه عنها.
هل يتصور في النبي (ص) الذي كان يستحيي أن يطلب المؤمنين بالخروج من بيته كما في قوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين إناه ولكن إذا دعيتم فادخلوا فإذا طعمتم فانتشروا ولا مستأنسين لحديث إن ذلكم كان يؤذي النبي فيستحيي منكم والله لا يستحيي من الحق) أن يعبس في وجه أعمى)؟
أما العبوس فسواء كان عبوس احتقار أو عبوس مضايقة فهو صفة غير لائقة عندما يكون الطرف الآخر مؤمنا، ويشتد الأمر عندما يكون أعمى وما يقتضيه العمى من الرفق والحنان.
نعم قد يكون للأمر تبريره إذا كان العبوس مع كافر يتعدى على حرمات الله فيكون العبوس غضبا لله عز وجل، أما عندما يكون مع مؤمن من أجل كافر فالتبرير ساقط.
أما التنافي مع أخلاقه العظيمة فهو حاصل بالعبوس لأنه يتنافى مع قوله تعالى:
(وبالمؤمنين رؤوف رحيم).