والأولى في كل الحالات: أن لا يقف المسلم عند هذه الأحاديث من الطرفين لأنها لا تليق بالذكر احتراما لمقام الرسول صلى الله عليه وآله.
(صدقت أو كذبت).. وأزيد عليه أن إثارته لا يدل على أن الحق عند أي من الطرفين!!).
أقول: إن الحديث الذي أوردته (والذي يفيد بول النبي قائما والعياذ بالله) قد جاء من طرق أهل السنة وأنا أنزه النبي صلى الله عليه وآله عن ذلك، وقد أوردته من جهة أنه مروي ومستنكر والجهة في استنكاره موجودة في العبوس، ولكنني أسألك هل تعتقدين بما نسبوه إلى النبي من البول قائما؟.
هل ترين فيه ما يشين النبي (ص)؟. ولماذا؟.
أظن أن الإجابة على هذا السؤال ستعين على حل اللبس الحاصل في الآية.
قلت: (وأكرر بأني لست في صدد الترجيح لأحد القولين ولكن كما تعلمون بأن المفسرين اختلفوا في تأويل الكثير من الآيات والآية لها وجوه محتملة وما لم يكن الوجه الذي يقول به الطرف الآخر مخالفا للعقل والشرع فعلينا أن نحتمله ولا نرفضه قطعيا دون دليل).
أقول: ميلك إلى أحد الرأيين واضح ولكن كما بينا فإن رفضنا للقول الآخر مستند إلى الدليل لمنافاة العبوس والتصدي للأغنياء والتلهي عن المؤمنين مع ظواهر الأدلة في القرآن والحديث من خلق النبي العظيم.
قلت: (ونعلم يقينا أن الأولى الأخذ بظاهر القرآن إلا إذا امتنع ذلك قطعيا.. والأخ الراصد ذكر وجوه منطقية لا يبقى هذا الامتناع لا عقليا ولا نقليا).