مخالفته للعهد الذي قطعه على نفسه بأنه لن يكون ظهيرا للمجرمين وهذا دليل أيضا على أن النصرة لم تكن معصية ولا ذنبا).
وأقول لك: هذا إشكال جيد، جعلتني أتنبه فيه لقضية هامة فأشكر لك طرح هذا الإشكال علي وأقول لك: دعنا ننتهي من الكلام على النصرة الأولى بجميع أبعادها ثم نتكلم عن النصرة الثانية، فالنصرة الأولى قال بعدها موسى واصفا نفسه (رب إني ظلمت نفسي) فهل يعتبر قتل الكافر من ظلم النفس؟
والنصرة الأولى طلب موسى من ربه أن يغفر له (فاغفر لي) وهل يطلب الإنسان من ربه أن يغفر له قتله لكافر؟
والنصرة الأولى غفر الله لموسى فيها ما فعل (فغفر له) وهل تغفر الحسنات؟
والنصرة الأولى قال موسى للإسرائيلي بعدها (إنك لغوي مبين) والنصرة الأولى ما زال موسى يعتبرها ذنبا، ويتذكرها لسنوات فها هو موسى وبعد مرور عشر سنوات على تلك القصة يتذكر ذلك الذنب الذي حصل قبل البعثة: (وإذ نادى ربك موسى أن ائت القوم الظالمين قوم فرعون ألا يتقون قال رب إني أخاف أن يكذبون ويضيق صدري ولا ينطلق لساني فأرسل إلى هارون ولهم علي ذنب فأخاف أن يقتلون قال كلا فاذهبا بآياتنا إنا معكم مستمعون فأتيا فرعون فقولا إنا رسول رب العالمين أن أرسل معنا بني إسرائيل.
قال ألم نربك فينا وليدا ولبثت فينا من عمرك سنين وفعلت فعلتك التي فعلت وأنت من الكافرين. قال فعلتها إذا وأنا من الضالين. ففررت منكم لما خفتكم فوهب لي ربي حكما وجعلني من المرسلين)