النقل الصحيح كما تفعلون أنتم، ولسنا نحن من أتى بهذا القول في أفعال الأنبياء من عند أنفسنا بل هذا هو ما قاله الله عز وجل في كتابه وقاله صلى الله عليه وسلم في سنته فالله عز وجل ذكر ذنوب الأنبياء صلوات الله عليهم وسلامه وأخطاءهم ونسيانهم كما مر معنا في عشرات الآيات السابقة، والله عز وجل ذكر توبة أولئك الأنبياء صلوات الله عليهم وسلامه من ذنوبهم وأخطائهم في الدنيا كما مر معنا في عشرات الآيات السابقة، والله عز وجل جعل أولئك الأنبياء للقدوة والأسوة الحسنة لبقية البشر كما مر معنا في الآيات السابقة، والله عز وجل خص ما تاب منه أولئك الأنبياء من موضوع القدوة والأسوة. فنحن لا نقتدي بهم فيما تابوا منه (ولا تكن كصاحب الحوت إذ نادى وهو مكظوم)، وكما فصلته لك سابقا في موضوع استغفار إبراهيم لأبيه ثم تبرؤه منه فراجعه بتفصيله في موضعه.
فلماذا تشنع علينا يا تلميذ، ونحن لا نقول إلا بما قاله الله وأثبته في كتابه؟
فلماذا تشنع علينا يا تلميذ، ونحن لا نقول إلا بما أثبته الأنبياء في حق أنفسهم؟ فلماذا تشنع علينا يا تلميذ، ونحن لا نقول إلا بما أثبته الرسول صلى الله عليه وسلم في حق نفسه (وأنسى كما تنسون)؟
فلماذا تشنع علينا يا تلميذ، ونحن لا نقول إلا بما أثبته أئمتك على لسانهم؟
فلماذا تشنع علينا يا تلميذ، ونحن لا نقول إلا بما أثبته علماؤنا وقدماء علمائكم؟
أوتريدنا أن نترك كل ذلك يا تلميذ؟ فهل أنتم أعلم أم الله؟
وأقول لك: أيها التلميذ إن كنت صادقا في دفاعك عن الأنبياء وعن المصطفى صلوات الله وسلامه عليهم، فدافع عنهم ضد من يقول فيهم هذا الكلام.