الانتصار - العاملي - ج ٤ - الصفحة ١٧١
والسؤال: لماذا قال موسى عن نفسه (فعلتها إذا وأنا من الضالين)؟
أرجو ألا تأتيني بقول يقول إن المقصود (وأنا من الضالين) القبطي أو الإسرائيلي!!! فإذا قضية النصرة في المرة الأولى لا شك فيها ولا مرية فيها أنها مما يتاب منه ويستغفر وأنها معصية صغيرة، على ما سبق تفصيله. ونأتي الآن إلى الكلام على النصرة الثانية وهل كان الإسرائيلي ظالما فيها أم مظلوما.
وهل كان ما فعله موسى صلى الله عليه وسلم فيها صحيحا أم غير صحيح؟
وأقول لك يا تلميذ: القرآن لم يفصل في موضوع النصرة الثانية وهل كانت هذه المرة صحيحة أم خاطئة، أما النصرة الأولى فقد فصل فيها القرآن وأثبت خطأ موسى عليه الصلاة والسلام فيها، ورجوعه عن هذا الخطأ وقبول توبته من الله عز وجل، وأما النصرة الثانية فليس لنا أن نجزم فيها بشئ طالما أنه لم يثبت لنا شئ فيها من طريق النقل، فالإسرائيلي وإن كان مشهورا بالغواية وكثرة المشاكل إلا أنه ربما كان في هذه المرة مظلوما بحق وواجب النصرة فعند ذلك ليس هناك إشكال في نصرته في هذه المرة، بعكس المرة السابقة، وهذا احتمال قائم لا يمكن الجزم به ويبقى الاحتمال السابق قائما، وأن موسى ربما كان مخطئا في هذه المرة أيضا، وهذا ما لم يجزم بذكره في القرآن، فكيف تطالب بذكر توبته منه؟
غاية ما قلناه أن هذا يبقى احتمالا قائما، فإن كان ما حصل منه في المرة الثانية ذنبا فمن المحتم أن يتوب منه موسى عليه الصلاة والسلام، وإن لم يكن كذلك فلا حاجة للاستغفار، وأقول لك: إن هذا كله كان قبل بعثته عليه الصلاة والسلام، ومسألة العصمة قبل البعثة فيها خلاف كبير.
(١٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الباب الرابع: دفاعا عن الأنبياء عليهم السلام 3
2 الفصل الأول: عصمة الأنبياء ونزاهتهم عند الشيعة 5
3 الفصل الثاني: من إسرائيليات البخاري ومسلم 19
4 الفصل الثالث: مناقشات في عصمة الأنبياء عليهم السلام 37
5 الفصل الرابع: مناظرة بين التلميذ ومشارك 59
6 ردود التلميذ على أباطيل فيصل نور 189
7 الباب الخامس: دفاعا عن نبينا صلى الله عليه وآله 191
8 الفصل الأول: النبي صلى الله عليه وآله بشر لا كالبشر 193
9 الفصل الثاني: فرية الغرانيق القرشية التي استغلها أعداء الاسلام!! 233
10 ولكن البخاري ومسلما رويا فرية الغرانيق!! 240
11 الفصل الثالث: مقام عمر عند بعضهم فوق مقام النبي (ص)!! 253
12 الفصل الرابع: أبو بكر وعمر عند بعضهم أفضل من النبي (ص)!! 273
13 تراهم أشد دفاعا عن ابن تيمية منهم عن النبي صلى الله عليه وآله 279
14 حساسيتهم على عائشة أكثر منها على النبي صلى الله عليه وآله 282
15 الفصل الخامس: رد افترائهم على النبي (ص) 285
16 الفصل السادس: رد افتراءاتهم على أخلاقيات النبي صلى الله عليه وآله 349
17 آه لوجدك يا رسول الله!! 352
18 فضائح البخاري في انتقاصه لرسوله صلى الله عليه وآله 360
19 الفصل السابع: افتراؤهم على النبي (ص) أنه كان يشك في نبوته!!! 365
20 الانتحار سنة معطلة 367
21 احتجاج النصارى بمفتريات الصحاح على النبي (ص)!! 369
22 الفصل الثامن: رد ما نسبوه إلى النبي (ص) من العبوس في وجه المؤمنين!! 375
23 من وافق الشيعة من المفسرين السنيين، أو مال إلى تفسيرهم 445
24 الفصل التاسع: هل مات النبي صلى الله عليه وآله مسموما؟ 483