أقول: أولا: كان الواجب عليك أن تنقل لنا نص هذا الحديث الصحيح - حسب قولك الوارد فيه - أن (لو) تفتتح عمل الشيطان، وعليه نطالب بذكر هذا الحديث ونقله لنا كاملا مع سنده.
ثانيا: إن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم والصحابة والتابعين ومن أتى بعدهم في أقوالهم وخطاباتهم التي أثرت عنهم قد استخدموا هذه اللفظة (لو) في بداية أحاديثهم وأقوالهم وحتى المسلمون في يومنا هذا، فمن احتاج كلامه وخطابه أن يستخدم هذه اللفظة فيه يستخدمها دون أدنى حرج أو مانع أو شئ من هذا القبيل سواء كان الاستخدام لها في بداية الكلام أو أثنائه.
ثالثا: إن هذا الحديث الذي تقول عنه أنه صحيح عندكم الوارد فيه ذلك ينبئ عن مدى التناقض الموجود عندكم في الروايات، ففي هذا الحديث يقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: إن (لو) يفتتح بها عمل الشيطان إذا افتتح بها الكلام، وفي أحاديث صحيحة أخرى نجده سلام الله عليه يستخدم في بداية حديثه وكلامه هذه اللفظة، أليس هذا تناقضا بين توجيه النبي إلى أنه لا ينبغي افتتاح الكلام ب (لو) وبين استخدامه لها في بداية حديثه؟ بعبارة أخرى إن هذا تناقض بين قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم وبين فعله وهذه غريبة من الغرائب التي في رواياتكم يا مشارك، وإذا أوجدت للنبي صلى الله عليه وآله وسلم عذرا في استخدامه لهذه اللفظة في بداية حديثه أو لعمر أو لغيره من الصحابة أو التابعين ممن استخدموا هذه اللفظة في بداية حديثهم مع صدور القول من النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن الافتتاح بها افتتاح بعمل الشيطان، فأوجد لنا مثل هذا العذر في استخدامنا لها.