قلت يا مشارك: (تقول يا تلميذ: ما هو دليلك على أن الإسرائيلي كان مجرما - بمعنى أنه كان ظالما للفرعوني في اقتتاله معه - حتى تكون نصرة موسى عليه السلام له معصية). وأقول لك يا تلميذ: إن لم يقنعك الكلام السابق كله فقد تقتنع بما قاله إمامك في شأن الإسرائيلي: (وأما نقلكم عن إمامكم المعصوم وقد روي من طرقنا أن المأمون العباسي سأل إمامنا الإمام علي بن موسى بن جعفر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام عن قوله تعالى: (هذا من عمل الشيطان). فأجابه الإمام الرضا عليه السلام قائلا: (الاقتتال الذي كان وقع بين الرجلين لا ما فعله موسى من قتله). فلو كان اقتتال الإسرائيلي مع القبطي مما يرضاه الله فلم قال عنه إمامك إنه من عمل الشيطان؟ وها هو موسى عليه الصلاة والسلام ناصر اليهودي الذي فعله من عمل الشيطان وليس من أجل الله، أو ليس هذا لازم قول إمامك؟).
أقول: أولا: لم أجد في كلامك السابق ما يقنعني والله ولا دليل فيه على شئ من ذلك.
ثانيا: إن السطحية في فهم الكلام هي التي جعلتك تفهم كلام الإمام هكذا أو تفسره بهذه الكيفية، بل إن كل ما أوردته هو من باب المغالطة، فالإمام الرضا عليه وعلى آبائه آلاف التحية والصلاة والسلام، وصف الاقتتال الدائر بين القبطي والإسرائيلي بما هو قتال لا ثمرة من ورائه ولا فائدة، أنه من عمل الشيطان فهو الذي أوجد بين هذين الشخصين هذا الاقتتال والنزاع والخصام، أما من هو المخطئ في هذا الاقتتال هل هو القبطي أم