قلت يا مشارك: (ز) تكرار النصرة للإسرائيلي: هذا يشكل عليكم أكثر مما يشكل علينا، لنا هناك احتمالان: الأول: أنه ربما لم يستثن صلى الله عليه وسلم وهذا مما روي عن ابن عباس كما في القرطبي وأنا معك في أن هذا احتمال قد يكون صحيحا أو خاطئا مع الاحتياج للتأكيد من ثبوت النقل عن ابن عباس.
الثاني: أن هذا الوعد الذي قطعه موسى عليه الصلاة والسلام على نفسه وإن استثنى فيه فلا حجة لكم علينا في المعاودة لأننا نقول بعصمة الأنبياء بما ينتهي إليه أمرهم وعملهم والعبرة بالخواتيم فنحن نقول إن موسى عليه الصلاة والسلام إن تكرر منه الأمر في المرة الأولى ثم تاب منه وقطع على نفسه عهدا بذلك فهو ليس بمعصوم عن الوقوع في نفس الخطأ مرة أخرى. ثم التوبة منه بعد ذلك وإنما تتحقق عصمته عندنا بآخر الأمرين منه صلى الله عليه وسلم وإن تكرر منه الفعل مرة أو اثنتين طالما أنه في الأخير لا يعود إلى هذا العمل بعد ذلك).
أقول: أولا: نعم كما ذكرت يحتاج قول ابن عباس إلى إثبات هذا أولا.
وثانيا يحتاج قوله بعد ثبوت صحته إلى كيفية الاستدلال به. وثالثا: إثبات أن موسى عليه السلام لم يضمر الاستثناء. ورابعا: يحتاج إلى إثبات علاقة عدم الاستثناء بالوقوع في النصرة الغير جائزة حسب زعمكم والمحرمة في المرة الثانية.
ثانيا: تكرار النصرة ليس فيه أشكال علينا فضلا عن أن يكون أكثر من الإشكال عليكم، لأننا لا نقول بأن النصرة في حد ذاتها إلا أنها جائزة، إن لم تكن واجبة عليه سلام الله عليه.