(ج) النسيان: وهذا أيضا مما سأثبته لك إن شاء الله أيها التلميذ لو كان القرآن والسنة مما تحتجون به فالله عز وجل يقول عن موسى (لا تؤاخذني بما نسيت)، وعن محمد (واذكر ربك إذا نسيت) وغير ذلك من الآيات.
(د) تقول يا تلميذ: (فليس فيه دلالة على صدور معصية منهم ولا أنهم ليسوا بمعصومين ومثل هذا الكلام موجود في كثير من أدعية الأنبياء والأئمة عليهم السلام ومناجاتهم حيث أنهم يجعلون أنفسهم في مقام المذنب العاصي المخالف لمولاه المتجرئ عليه وهذا يكون منهم لمزيد من الانقطاع إلى الله سبحانه وتعالى والتقرب إليه بل هؤلاء يعتبرون أنفسهم مقصرين في حق الله مهما فعلوا من طاعة وعبادة ومارسوا من أوراد والتزموا بذلك لأنهم، يعتبرون انشغالهم بالأمور المباحة في الحياة غفلة منهم عن الله سبحانه وتعالى ولذلك ينزلون أنفسهم منزل المذنب وإن لم يكونوا في واقع الأمر كذلك، ومن هذا يفهم الرد على ما أوردته يا مشارك من مقاطع أدعية الإمام السجاد (علي بن الحسين زين العابدين).
وعلى هذا فمهما أتيت لك من آيات وأحاديث وأقوال لأئمتكم تثبت هذا الأمر فلا فائدة من ذلك لأنكم لا تأخذون عقائدكم منها، بل تؤولون ذلك كله على ما يتفق مع أهوائكم، وإلا فبين لي كيف ترد على هذا الكلام (هذا مقام من تداولته أيدي الذنوب، وقادته أزمة الخطايا... اللهم فارحم وحدتي بين يديك، ووجيب قلبي من خشيتك، واضطراب أركاني من هيبتك، فقد أقامتني يا رب ذنوبي مقام الخزي بفنائك، فإن سكت لم ينطق عني أحد، وإن شفعت فلست بأهل الشفاعة. اللهم صل على محمد وآله، وشفع في خطاياي كرمك، وعد على سيئاتي بعفوك، ولا تجزني جزائي من عقوبتك) بدليل منطقي؟