الانتصار - العاملي - ج ٤ - الصفحة ١٣٢
(موسى) كان من قبيل الخطأ غير المقصود أو من قبيل المخالفة للأولى لا مجال للاقتداء به فيه ولا ينبغي الاقتداء بذلك.
ومجال الاقتداء بالمعصوم - سواء الاقتداء الواجب أو المندوب - في فعله هو في غير ما لم يثبت أن فعله هذا خلاف الأولى. فمفهوم كلامك ومنطوقه يخالف وجه استدلالك بآية: (أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده) حيث استدللت بها في التأسي المطلق، وكذلك فكلامك هنا ينقض عقيدتكم ودليلكم العقلي من أساسه حين قلتم (الوثوق فرع العصمة)، فعلى كلامكم ودليلكم العقلي كيف يتسنى لنا بعد الآن أن نتأسى بالأنبياء ونقتدي بهم إذا كان من الممكن أن يصدر منهم ما لا يجوز لنا أن نقتدي بهم فيه، ألا يخالف هذا مبدأ اللطف عندكم؟ فلا نستطيع بعد الآن التسليم بصحة الاقتداء والتأسي بالأنبياء طالما أنه يجوز أن يصدر منهم ما لا يجوز لنا أن نقتدي بهم فيه! أليس هذا لازم كلامك يا تلميذ؟) أقول: أولا: إن استشهادي بقوله تعالى: (فبهداهم اقتده) كان ضمن مجموعة من الآية المترابطة فيما بينها والتي تشكل بمجموعها دليلا كاملا على عصمة الأنبياء، ولم آتي (كذا) بهذه الآية كدليل بمفرده على عصمة الأنبياء، فراجع دليلي هذا.
ثانيا: إذا ثبت بدليل قاطع أن الفعل الصادر من المعصوم كان خلاف الأولى، فإنه كما ذكرنا يكون هذا الفعل ليس موردا للاقتداء به فيه، لأنه خلاف الأولى.
ولا ينافي هذا مسألة الاقتداء المطلق بهم، فخرج هذا المورد من هذه المسألة بالدليل فبقيت المسألة على إطلاقها إلا مثل هذا المورد، مثل ما أنتم تقولون
(١٣٢)
مفاتيح البحث: الجواز (3)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الباب الرابع: دفاعا عن الأنبياء عليهم السلام 3
2 الفصل الأول: عصمة الأنبياء ونزاهتهم عند الشيعة 5
3 الفصل الثاني: من إسرائيليات البخاري ومسلم 19
4 الفصل الثالث: مناقشات في عصمة الأنبياء عليهم السلام 37
5 الفصل الرابع: مناظرة بين التلميذ ومشارك 59
6 ردود التلميذ على أباطيل فيصل نور 189
7 الباب الخامس: دفاعا عن نبينا صلى الله عليه وآله 191
8 الفصل الأول: النبي صلى الله عليه وآله بشر لا كالبشر 193
9 الفصل الثاني: فرية الغرانيق القرشية التي استغلها أعداء الاسلام!! 233
10 ولكن البخاري ومسلما رويا فرية الغرانيق!! 240
11 الفصل الثالث: مقام عمر عند بعضهم فوق مقام النبي (ص)!! 253
12 الفصل الرابع: أبو بكر وعمر عند بعضهم أفضل من النبي (ص)!! 273
13 تراهم أشد دفاعا عن ابن تيمية منهم عن النبي صلى الله عليه وآله 279
14 حساسيتهم على عائشة أكثر منها على النبي صلى الله عليه وآله 282
15 الفصل الخامس: رد افترائهم على النبي (ص) 285
16 الفصل السادس: رد افتراءاتهم على أخلاقيات النبي صلى الله عليه وآله 349
17 آه لوجدك يا رسول الله!! 352
18 فضائح البخاري في انتقاصه لرسوله صلى الله عليه وآله 360
19 الفصل السابع: افتراؤهم على النبي (ص) أنه كان يشك في نبوته!!! 365
20 الانتحار سنة معطلة 367
21 احتجاج النصارى بمفتريات الصحاح على النبي (ص)!! 369
22 الفصل الثامن: رد ما نسبوه إلى النبي (ص) من العبوس في وجه المؤمنين!! 375
23 من وافق الشيعة من المفسرين السنيين، أو مال إلى تفسيرهم 445
24 الفصل التاسع: هل مات النبي صلى الله عليه وآله مسموما؟ 483