الانتصار - العاملي - ج ٤ - الصفحة ١٣٨
ظهيرا تعني ناصرا، وموسى عليه الصلاة والسلام ذكر هذا الكلام في معرض كلامه بعد مناصرته للمجرم الإسرائيلي فهو إنما ناصر الإسرائيلي ولم يناصر القبطي، وهذا الإسرائيلي غوي مبين بشهادة موسى، وهو الذي نشر خبر القتل، بل من الأقوال المذكورة فيه أنه هو السامري).
أقول: أولا: من ذكر أن هذا الإسرائيلي هو السامري؟ وما مدى صحة هذا القول؟ وما هو مصدره؟ الرجاء التفضل والتكرم علينا بذكر القائل ومصدر قوله مع الإشارة إلى ما يؤيد هذا القول من النصوص الصحيحة.
ثانيا: كلامك أن موسى عليه السلام قال هذا الكلام: (رب بما أنعمت علي فلن أكون ظهيرا للمجرمين) عقيب حادثة النصرة وقتل القبطي أنه دليل على أنه يشير إلى أن الإسرائيلي كان مجرما، لا دلالة فيه على ما أشرت إليه، فهو قول مطلق يحتاج إلى وجود دليل آخر يدل على ذلك، والآيات القرآنية ليس فيها هذا الدليل فهل عندك دليل آخر على ذلك؟
ثالثا: لقد ذكرت لك سابقا أن وصف موسى عليه السلام للإسرائيلي بأنه غوي مبين، لا دلالة فيه على أنه كان مجرما لأن كلمة (الغي) تستعمل في معاني مختلفة، تارة في خلاف الرشد وأخرى في فساد الشئ. قال ابن فارس:
(فالأول الغي وهو خلاف الرشد والجهل بالأمر والانهماك في الباطل، يقال:
غوى يغوي غيا... الخ)، ووصف موسى عليه السلام له بذلك لعله يريد منه - والله العالم - أنك غير رشيد لدخولك في أكثر من خصام ونزاع مع الآخرين من أمثال هؤلاء القبطيين وكان ينبغي لك أن تتجنب الدخول معهم في الخصام والنزاع حتى وإن هم حاولوا منك مخاصمتك ونزاعك والاقتتال معك أو يريد منه معنى آخر من معاني هذه الكلمة.
(١٣٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الباب الرابع: دفاعا عن الأنبياء عليهم السلام 3
2 الفصل الأول: عصمة الأنبياء ونزاهتهم عند الشيعة 5
3 الفصل الثاني: من إسرائيليات البخاري ومسلم 19
4 الفصل الثالث: مناقشات في عصمة الأنبياء عليهم السلام 37
5 الفصل الرابع: مناظرة بين التلميذ ومشارك 59
6 ردود التلميذ على أباطيل فيصل نور 189
7 الباب الخامس: دفاعا عن نبينا صلى الله عليه وآله 191
8 الفصل الأول: النبي صلى الله عليه وآله بشر لا كالبشر 193
9 الفصل الثاني: فرية الغرانيق القرشية التي استغلها أعداء الاسلام!! 233
10 ولكن البخاري ومسلما رويا فرية الغرانيق!! 240
11 الفصل الثالث: مقام عمر عند بعضهم فوق مقام النبي (ص)!! 253
12 الفصل الرابع: أبو بكر وعمر عند بعضهم أفضل من النبي (ص)!! 273
13 تراهم أشد دفاعا عن ابن تيمية منهم عن النبي صلى الله عليه وآله 279
14 حساسيتهم على عائشة أكثر منها على النبي صلى الله عليه وآله 282
15 الفصل الخامس: رد افترائهم على النبي (ص) 285
16 الفصل السادس: رد افتراءاتهم على أخلاقيات النبي صلى الله عليه وآله 349
17 آه لوجدك يا رسول الله!! 352
18 فضائح البخاري في انتقاصه لرسوله صلى الله عليه وآله 360
19 الفصل السابع: افتراؤهم على النبي (ص) أنه كان يشك في نبوته!!! 365
20 الانتحار سنة معطلة 367
21 احتجاج النصارى بمفتريات الصحاح على النبي (ص)!! 369
22 الفصل الثامن: رد ما نسبوه إلى النبي (ص) من العبوس في وجه المؤمنين!! 375
23 من وافق الشيعة من المفسرين السنيين، أو مال إلى تفسيرهم 445
24 الفصل التاسع: هل مات النبي صلى الله عليه وآله مسموما؟ 483