ما يصدر عنه وحيا * (وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى) *. ثم كيف يختلط على الناس كلام الرسول (صلى الله عليه وآله) بكلام الله، وهم على سليقتهم السليمة، وكلام الله له خصائص لا يشابه فيها كلام رسوله (صلى الله عليه وآله) أو سواه. ولماذا لم يكن هذا المحذور في حياته حتى سجلت بعض السنة، ثم أحرقت بعد وفاته، كما أشرنا إليه قبل قليل، ولم يؤثر عنه نهي عن كتابتها، بل أثر عنه الاعتناء بها والمحافظة عليها (1) بل إن النبي (صلى الله عليه وآله) وهو عالم بكثرة الكذب عليه في حياته وبعد وفاته لم يهمل الحفاظ على سننه ولا على كتاب الله، فهو
(٤٨)