الإمامة تلك الحقيقة القرآنية - الدكتور زهير بيطار - الصفحة ٤٧
إن هذا العمل لا حجة يستند إليها، والقول لكي لا تخلط بكتاب الله ما هو إلا لتغطية الأهداف الحقيقية من ذلك ومن أهمها الحيلولة دون انتشار أوامر النبي (صلى الله عليه وآله) بإمامة علي (عليه السلام) وآل محمد (صلى الله عليه وآله)، والتي هي جزء مهم من السنة وأخبار أحداثها، وذلك انسجاما مع المقالة الشنيعة في رزية يوم الخميس " إن نبيكم ليهجر، عندنا كتاب الله، حسبنا كتاب الله " هذا الإعلان برفض جزء من الأمة للسنة والعترة معا، والإبقاء على الكتاب لما يتيحه ذلك من التأول بما يوافق توجهاتهم فلا يكون ما يحول دون ذلك من سنة ولا عترة، وانسجاما مع هذا الإعلان، جاء قول الخليفة الأول (ر) حين يخطب الناس في أول عهده ويقول... فلا تحدثوا عن الرسول (صلى الله عليه وآله) شيئا، فمن سألكم فقولوا: بيننا وبينكم كتاب الله فاستحلوا حلاله وحرموا حرامه) (تذكرة الحفاظ الجزء الأول والصفحة الثالثة، للذهبي) (1) وهل من عاقل يرضى بالتجهيل بكلام الرسول (صلى الله عليه وآله) وأوامره، وبالتحديث عن أخلاقه وأحواله، والله تعالى قد جعل ما يصدر عن رسوله ملزما، كأنه صادر عن ذاته تعالى * (ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا) * و * (من يطع الرسول فقد أطاع الله) *، وجعله قدوة يقتدي بها الناس * (ولكم في رسول الله أسوة حسنة) * وجعل

(1) إن كان الهدف منع الاختلاف، ألم يكن الأجدى جمع السنة وتدوينها بينما الصحابة على قيد الحياة؟ عوضا عن إحراقها ومنع التداول بها علما أن كل اختلاف في الدين حدث بعد ذلك كان منشأه عدم الحفاظ على السنة. ثم كيف لهم أن يعرفوا حلاله وحرامه من دون البيان الذي في السنة.
(٤٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 ... » »»