الإمامة تلك الحقيقة القرآنية - الدكتور زهير بيطار - الصفحة ١٧٢
على حقيقة كائنة لا ريب فيها كقوله * (إن الله يصطفي من الملائكة والناس رسلا) * فعبر عنه بالمضارع كحقيقة ناجزة. فإرادة الله ناجزة لا تكون موقوفة خلافا لإرادة المخلوقين، وهي إذا صدرت حصلت * (إنما شأنه إذا أراد الله شيئا أن يقول له كن فيكون) * فالنص يعبر عن إرادة إلهية مؤكدة، قائمة كحقيقة راهنة، لا مفر منها في إذهاب الرجس عن أهل البيت (ع).
وفي المحصلة فإن هذا النص العظيم يدل على أن الله تعالى قد عصم آل محمد (صلى الله عليه وآله) وأنهم هم مصداق الولاية العاصمة للأمة التي فرضها لهم بنص أولي الأمر (1).
2 - آية الولاية * (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون) * والروايات في نزولها بعلي (ع) مستفيضة وإليه ذهب تقريبا جميع المفسرين، وهي ذكرت أول الأئمة بصفة ليست في أحد غيره ليعلمه الناس. فإن علم أول الأولياء علموا جميعا لدلالة السابق على اللاحق. ولتفصيل النقاش حول هذا النص يرجع إليه في مكانه في هذا الكتاب.

(1) وهذا ما أشار إليه أمير المؤمنين علي (ع) بقوله " إن الله عز وجل فضلنا أهل البيت، وكيف لا يكون كذلك والله عز وجل يقول في كتابه * (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) * فقد طهرنا الله من الفواحش ما ظهر منها وما بطن، فنحن على منهاج الحق "، فالضلال هو من الرجس وأهم ما فيه فالذين أذهب عنهم الله الرجس، يكونون على منهاج الحق، واتباع الناس لهم عصمة من الضلال.
(١٧٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 ... » »»