الإمامة تلك الحقيقة القرآنية - الدكتور زهير بيطار - الصفحة ١٦٧
توازي حالة أي امرئ مع أهل بيته، بل هي منزلة ربانية المنشأ، على علاقة وثيقة بالدين والرسالة الخاتمة، ولا عذر لأي مسلم لا يعلم بها، مهما بلغ من البساطة وضالة العلم، ولئن كانت الأدلة الساطعة قائمة عليها بوفرة في القرآن والسنة، فإنما إلى جانب ذلك، قد ذكر بها تعالى المسلم خمس مرات كل يوم في صلاته حين يصلي على محمد وآل محمد (صلى الله عليه وآله)، وإذ جعلها جزءا من الصلاة، كما عبر عنه الإمام الشافعي " من لا يصلي عليكم لا صلاة له ". لذلك ليس عسيرا أن يدرك المسلم حتى الساذج، أن الصلاة على محمد وآله (صلى الله عليه وآله) التي هي جزء من الصلاة يتعبد بها إلى الله ويتقرب بها إليه، إنما هي تعبير عن منزلة فرضها الله تعالى لرسوله (صلى الله عليه وآله) العظيم الذي أخرج تعالى به الناس من الظلمات إلى النور، وبالمثل فإننا نضيف إليه آله بالصلاة عليه وعليهم (1)، فليس ذلك لقرابتهم منه (صلى الله

عن قوله تعالى * (أن الله وملائكته يصلون على النبي، يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما) *، وفي كيفية الصلاة والسلام على النبي (ص)، يراجع في ذلك صحيح البخاري ج ٦ / ٢٧ ط دار الفكر، صحيح مسلم ج ٢ / ١٦ ط شركة الإعلانات، الترمذي ج ١ / ٣٠١ ح ٤٨١ و ج ٥ / ٣٨ ط دار الفكر، النسائي ج ٣ / ٤٥ - ٤٩، سنن ابن ماجة ج ١ / ٢٩٢ ح ٩٠٣ سنن ابن داوود ج ١ / ٢٥٧ ح ٩٧٦، أسباب النزول للواحدي ص ٢٠٧، المستدرك للحاكم ج ١ / ٢٦٨، مسند أحمد ج ٢ / ٤٧ و ج ٥ / ٣٥٣ ط الميمنية بمصر، موطأ مالك المطبوع مع شرحه تنوير الحوالك ج ١ / ١٧٩، ومثله تفسير القرطبي وابن كثير والفخر الرأي والدر المنثور، وللمزيد حول هذا مع مصادره والجزء والصفحة وكذلك حول أن الصلاة على محمد وآله جزء من الصلاة، يراجع الملحق التوثيقي بذيل المراجعات ط 2 بيروت 1982 ص 72.
(١٦٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 ... » »»