الإمامة تلك الحقيقة القرآنية - الدكتور زهير بيطار - الصفحة ١٧٤
والعبارة واضحة في أن العترة هم المرجعية الصالحة للأمة التي بها ترتبط مرجعية القرآن، فلا تكتمل الهداية ولا يمتنع الضلال إلا بهما معا، فلا مجال للإدعاء أن ذلك فقط في حيز التعلم والإرشاد من شأن الرسالة، لأن الرسالة هي الناظم لحياة الأمة، والمهين على كل شؤونها بما فيها الحاكمية العليا، لذا فهذا النص والنصوص التي تليه تدل على أن الأمة في كل شؤونها تعتصم بهم من الضلالة، وأنهم في محل الرأس من الجسد وفي موقع الحاكمية العليا.

ذات المعنى: الإمام أحمد في المسند عن زيد بن ثابت بطريقين صحيحين ص ١٨٢، و ١٨٩، الحكم على شرط الشيخين ص ١٤٨ من المستدرك والإمام أحمد عن أبي سعيد الخدري بطريقين صحيحين في المسند ص ١٧ و ٢٦، والحاكم في سياق حديث الغدير عن زيد ابن أرقم في المستدرك ص ١٠٩ و ٥٣٣ بطريقين والطبراني عن عبد الله بن حنطب كما في الأربعين للنبهاني وابن حجر في الصواعق ص ٧٥، وغيرها الكثير، ولقد أحصى العلامة الشيخ حسين الراضي في ملحقه التوثيقي بذيل المراجعات ط ٢ ببيروت ١٩٨٢ خمسا وثلاثين صحابيا ذكر أسمائهم تنتهي إليهم أسانيد الحديث الكثيرة، وتمكن مراجعة المصادر موثقة هناك، فهو حديث متواتر وله ألفاظ عديدة وكلها تفيد التمسك بالقرآن والعترة الطاهرة. قال ابن حجر الشافعي " ثم علم أن لحديث التمسك بذلك (الثقلين) طرقا كثيرة وردت عن نيف وعشرين صحابيا... الخ " كما جاء في الصواعق المحرقة ص 148 ط المحمدية وص 89 ط المنية بمصر، وفي ينابيع المودة ص 296 ط إسلامبول. ولقد ذكر الكاتب السوداني الشيخ معتصم سيد أحمد، في كتابه (الحقيقة الضائعة، ص 65 و 66 و 67 ط دار المحجة البيضاء - بيروت 1966 م) ما نصه: " لقد تواتر هذا الحديث عن مجموعة من الصحابة إليك بعض أسمائهم، فذكر منهم 24 صحابيا، ثم قال: وقد تواتر هذا النقل في عهد التابعين أيضا، وإليك بعضهم، فذكر أسماء 19 تابعيا، وذكر عدد الناقلين خلال القرون: الثاني 36، الثالث: 69، الرابع: 38، الخامس: 21، السادس: 27، السابع: 21، الثامن: 24،... إلخ ".
(١٧٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 ... » »»