الإمامة تلك الحقيقة القرآنية - الدكتور زهير بيطار - الصفحة ١٧٧
وعدني ربي، وهي جنة الخلد، فليتول عليا وذريته من بعده، فإنهم لن يخرجوكم باب هدى، ولن يدخلوكم باب ضلالة) (1).
وهناك نصوص نبوية كثيرة في صحاح أهل الستة، بعضها متواتر كحديث الثقلين تفيد القطع، وبعضها متفاوت الشهرة مع اتفاق جميعها على ذات المدلول لتفيد التواتر والقطع فيما اتفقت عليه من مضمون.
ثامنا: حديث الغدير (2): (.. ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم، قالوا بلى، قال: فمن كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم والي من والاه وعادي من عاداه، وانصر من نصره واخذل من خذله وأدر الحق معه كيفما دار).

(١) الحديث ٢٥٧٨ من الكنز ص ١٥٥ من ج ٦، ومثله عن ابن عباس كل من الطبراني في الكبير والرافعي في مسنده وهو الحديث ٣٨١٩ من الكنز ص ٢١٧ ج ٦، وعن زيد الحاكم في المستدرك ج ٣ ص ١٢٨، وللمزيد من هذه الأحاديث الصحيحة وحول الذي ذكرناها، يراجع الملحق التوثيقي بذيل المراجعات ط ٢ بيروت ١٩٨٢ لمعرفة المصادر ص ٢٤ ولغاية ص ٣٠، وتجد هناك أيضا كثيرا من الصحاح التي تتفق بالمدلول على مرجعية علي (ع) وأهل البيت (ع) وعلى ولايتهم.
(٢) عن الملحق للعلامة الشيخ حسين راضي بذيل كتاب المراجعات ط ٢ بيروت ١٩٨٢ رواه أحمد بن حنبل من ٤٠ طريقا، وابن جرير الطبري من ٧٢ طريقا، والجزري المقري من ٨٠ طريقا وابن عقدة من ١٠٥ طرق وأبو سعيد السجستاني من ١٢٠ طريقا، وأبو بكر الجعابي من ١٢٥ طريقا، محمد اليمني ذكر أنه له ١٥٠ طريقا، ورواه أبو العلاء العطار الهمداني من ٢٥٠ طريقا، مسعود السجتاني يرويه ب‍ (١٣٠٠) إسناد، وقال الشيخ عبد الله الشافعي في كتابه المناقب ص ١٠٨ (مخطوط) وهذا الخبر أي حديث الغدير، قد تجاوز حد التواتر، فلا يوجد خبر قط نقل من طرق كهذه الطرق... كما في إحقاق الحق ج ٦ / ٢٩٠، ولقد ألف محمد بن مسعود الطبري المتوفى ٣١٠ ه كتاب الولاية في طرق حديث الغدير، رواه فيه بخمس وسبعين طريقا وذكر بن كثير في البداية والنهاية ج ١١ ص ١٤٧ ".. وقد رأيت له (أي الطبري) كتابا جمع فيه أحاديث الغدير في مجلدين فخمين وكتابا جمع فيه حديث الطير المشوي " وأبو العباس أحمد بن عقدة المتوفى ٣٣٣ ه له كتاب الولاية رواه فيه بمائة وخمس طرق، وأبو بكر الجعابي المتوفى ٣٥٥ ه‍ له كتاب م (من روى حديث غدير خم) رواه بمائة وخمسة وعشرين طريقا ولقد ذكر الشيخ الراضي في الملحق المذكور أسماء الصحابة الذين رووه فبلغوا ١١٦ صحابيا وهذا لا يشمل كل من رواه من الصحابة، وذكر من التابعين أسماء بلغت ٨٤ تابعيا.
أقول: إن هذا الحديث قد تجاوز حدود التواتر القاطع للحجة، بحيث لم يكن في تاريخ الأمم من حادثة رويت بمثل الوثاقة التي روي فيه حديث الغدير وحادثته لدى المسلمين، فهذا الحديث هو من أثبت السنن وأثبت الحوادث التاريخية رواية ونقلا، رغم كل محاولات السلطة السياسية لتصفية أثره، وحمل الناس على إهماله، وحملهم على سب علي (ع)، والتنكيل بمن يذكره وولده بخير، هذا بالرغم مما يحمل من الدلالة المعارضة لشرعية السلطة الحاكمة، مما يشير إلى شدة وثاقة هذا الخبر وشهرته.
ولمن يريد استقصاء الحديث بروايته وأسانيده فليرجع إلى كتاب الغدير للعلامة الأميني رحمة الله.
(١٧٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 ... » »»