رسول الله رغم ما نزل في كتاب الله وأوامر رسوله برغم كل ذلك غلبت عليهم الدنيا وأخذوا زمام الأمر بالقوة والقهر فأرادوا أن يبرهنوا على مشروعية أعمالهم وأعمال أنصارهم واتبعوهم أعوانهم وخلفائهم فبدلوا وغيروا في الأحاديث وزيفوا ودسوا أخرى عونا لهم وخذلانا لأهل الحق. فقالوا: كما ارتأى الخليفة الأول أبو بكر من إمكان تولية المفضول على الأفضل. وهذا يأباه العقل والمنطق السليم ومن له ذرة من الشعور الحي، لأن الخلافة كالنبوة منشأها النص الإلهي ولها مميزاتها والخليفة هو مرجع الخلق من الله ورسوله كالنبي فيما يتطلبه البشر ويحتاجون إليه ويسئلون دون أن يكون الخليفة عييا وجاهلا وضعيفا في أداء ذلك كما اعترف أبو بكر بذلك حينما قال وليت عليكم ولست بخيركم وحينما كرر عمر قوله حينما كان يحل مشاكله علي كما مر وكما يأتي فيقول: لولا علي لهلك عمر وأمثال ذلك في حين أن عليا كرر قوله سلوني قبل أن تفقدون. سلوني عن السماء سلوني عن القرآن وآياته وسيأتي مسندا ثبوت علمه وفضله على الجميع وقال فيه رسول الله: أنا مدينة العلم وعلي بابها روى معمر عن وهب بن عبد الله عن أبي الطفيل، قال: شهدت عليا يخطب وهو يقول: سلوني فوالله لا تسألوني عن شئ إلا أخبرتكم وسلوني عن كتاب الله فوالله ما من آية إلا وأنا أعلم بليل نزلت أم بنهار أم سهل أم جبل. وأخرج أبو نعيم في الحلية عن ابن مسعود. قال: إن القرآن أنزل على سبعة أحرف ما منها حرف إلا وله ظهر وبطن وأن علي بن أبي طالب عنده منه الظاهر والباطن. وإليك العالم المتضلع السيوطي الذي لم يجد لأبي بكر سوى عشرة أحاديث مع اطلاعه الواسع وآدابه يجعله في عداد من اشتهر بالتفسير ويقرنه مع علي وهل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون.
(٦٦)