الإمام علي (ع) - الدكتور جواد جعفر الخليلي - الصفحة ٦٥
طاهر ومنزه عن الرجس (1).
وأنه إمام المتقين وقائد الغر المحجلين وأنه يعسوب الدين والصديق والفاروق الأعظم وأن من عارضه أو أبغضه كأنما عارض أو أبغض رسول الله وعارض الله وأبغضه وأنه كافر (2) وضال.
وهؤلاء حسب عقيدتهم أنهم إنما يتبعون أحكام الله وسنن نبيه ويولون الله ورسوله وأولي الأمر الذين أمر الله بولايتهم وأنهم إنما يأتمرون بأوامر رسول الله حينما قال: إني مخلف فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي وهم الذين نزلت بهم آية المباهلة وآية التطهير وآية الولاية وغيرها، نزلت بهم دون غيرهم.
وهناك من يعترف بهذا كله ويحيد عنه ويحاول أن يفضل المفضول على الفاضل، وأن يسلك مسلكا غير هذا ويخلق لنفسه أعذارا رغم أنه يروى ويصدق ما مر قد غلبت عليه الشقوة ونشأ نشأة غلبت عليه العادة، أو وجد نفسه مأخوذا إن كان متبحرا فهو إن غير مسلكه فالويل له من العامة، والمغرضين كالمرحوم النسائي الذي قتلوه أهل الشام وهو من أهل الصحاح الستة عندما بدأ ليظهر بعض الحقائق من أهل البيت الذين كانوا يسبون من أنصار الأمويين في الشام.
وهناك طائفة ثالثة قتلتهم شقوتهم، ومرقوا عن الدين، وما عادوا له من الخوارج، والنواصب ممن والى آل أمية وأمثالهم. ونعود للقسم الثاني وهم المذاهب الأربعة: الحنفية والمالكية والحنبلية والشافعية هؤلاء الذين اعترفوا بوصايا رسول الله من جهة وأخرى زاغوا عنها واتبعوا أبو بكر وعمر وعثمان وآل أمية وبني العباس أي اتبعوا أهل السلطة الدنيوية الفعلية وحاولوا مثلهم حينما غصبوا خلافة

(1) آية التطهير.
(2) في آية الولاية وسنن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم).
(٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 ... » »»