الإمام علي (ع) - الدكتور جواد جعفر الخليلي - الصفحة ٥٥
الهجرة ولطالما كرر هذه الأخوة ولقد كانت هذه الأخوة بلغت يوم نزلت آية المباهلة في الله فجعلت في رسول الله وعلي نفسا واحدة وقد روى ذلك من العلماء والحفاظ والمحدثين ما يربو على عدد التواتر آخذين بها بما صرحه رسول الله في مختلف المشاهد والمواقف أمام الصحابة رجالا ونساء حتى شهد بها القريب والبعيد ورواها الجميع فنرى الرواية تأتي من طريق رسول الله نفسه وعلي نفسه وزوجات رسول الله أم سلمة وعائشة ومن الرجال سوف يأتي ذكرهم.
ولم تكن هذه الأخوة أخوة عامة كما جاءت الآية: إنما المؤمنون إخوة. بل هي كما مر خاصة تقوم على الأساس المار الذكر بين كل اثنين فوقعت المؤاخات بين أبي بكر وعمر وعثمان وعبد الرحمن بن عوف وطلحة والزبير وأبي طلحة وبلال ومعاذ وثوبان وعمار وحذيفة وأبي الدرداء، وسلمان وسعد بن أبي وقاص وصهيب وأبي ذر والمقداد بن عمرو وبين أبي أيوب الأنصاري وعبد الله بن سلام وبين أسامة وهند حجام النبي ومعاوية والحباب المجاسقي وبين فاطمة بنت النبي وأم سلمة وبين عائشة وامرأة أبي أيوب، مر ذكر ذلك في تاريخ ابن عساكر 6 ص 90 و 200 وجاء في سيرة ابن هشام وفي أسد الغابة 2 ص 221 ومطالب السئول 18 وإرشاد الساري للقسطلاني 6 ص 227 وشرح المواهب 1 ص 373.
وفي هذه المؤاخات أخر (صلى الله عليه وآله وسلم) عليا لنفسه قائلا له والذي بعثني بالحق ما أخرتك إلا لنفسي أنت أخي ووارثي، أنت أخي ورفيقي أنت أخي في الدنيا والآخرة، وهذه الأخوة وردت في الصحيح ولا يدعيها غيره إلا وهو كذاب كما سيأتي وقد وردت هذه الأخوة لرسول الله وعلي في كثير من الخطب والأشعار والمدائح وغيرها وقد نقل هذا الحديث من طرق الصحابة. عدا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وعلي (عليه السلام) عن عمر بن الخطاب وزيد بن أبي أوفى وأنس بن مالك وعبد الله بن أبي
(٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 ... » »»