الإمام علي (ع) - الدكتور جواد جعفر الخليلي - الصفحة ٦٤
علي وصي رسول الله وخليفته لو عدنا نستعرض الدلائل والمستندات الدالة على أن رسول الله لم يحث إلا وقد عين له وصيا وخليفة بعد موته لوجدناها ثابتة مسلمة عند جميع الفرق الإسلامية وذلك ما يحكم به العقل والمنطق بعدما نزلت الآية بوجوب تعيين الوصي لكل مسلم وبعد أن سنرى أن رسول الله قال بوجوب ذلك وأن من مات دون وصية مات موتة جاهلية وسندلي بالأحاديث التي تثبت وصايته وتعيين خليفة من بعده.
ثم نعود لنتساءل من كان خليفة رسول الله الذي عينه خليفة بعده ووصيا يخلفه في المسلمين ويقوم مقامه من بعده وله تلك الأهلية علميا واجتهادا وسابقة وتقوى وشجاعة وتدبيرا وفي كل شئ له الأفضلية على جميع أفراد الأئمة ونرى في هذه المرة اتفقت الأكثرية من المسلمين وأجمعوا إجماعا قاطعا أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إنما نص مرارا وباستمرار على علي بأنه خليفته، ووصيه، ووزيره، وحبيبه، وأخيه.
وأنه المولى، والولي والأحق بالأمر علما وتقوى، وشجاعة، وقوة ذلك أن ذلك نص من الله وبإرادته أن يكون الخليفة من بعده وأنه باب علمه.
وأنه منه بمثابة هارون من موسى وأنه نفسه (1) وأنه مثله لم يسجد لصنم وأنه

(١) آية المباهلة.
(٦٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 ... » »»