الإمام علي (ع) - الدكتور جواد جعفر الخليلي - الصفحة ٢٠٨
بسبعين تكبيرة عند صلاته عليه 1 أو لا ترى أن قوما قطعت أيديهم في سبيل الله ولكل فضل حتى إذا فعل بواحدنا ما فعل بواحدهم قيل: الطيار في الجنة (يعني أخوه جعفر) وذو الجناحين ولولا ما نهى الله عنه من تزكية المرء نفسه لذكر ذاكر فضائل جبه (يعني نفسه) تعرفها قلوب المؤمنين ولا تمجها آذان السامعين فدع عنك من مالت به الرمية فإنا صنائع ربنا والناس بعد صنائع لنا، ولم يمنعنا قديم عزنا ولا عادى طولنا على قومك أن خلطناكم بأنفسنا فنكحنا وأنكحنا فعل الأكفاء ولستم هناك! وأنى يكون ذلك كذلك ومنا النبي ومنكم المكذب (أبو جهل) ومنا أسد الله ومنكم أسد الأحلاف (أبو سفيان) ومنا سيدا شباب أهل الجنة (الحسن والحسين) ومنكم صبية النار ومنا خير نساء العالمين (فاطمة الزهراء) ومنكم حمالة الحطب (أم جميل) في كفر مما لنا وعليكم. فإسلامنا ما قد سمع وجاهليتنا لا تدفع وكتاب الله يجمع لنا ما شذ عنا وهو قوله سبحانه: * (وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله) * وقوله تعالى: * (إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا والله ولي المؤمنين) * فنحن مرة أولى بالقرابة وتارة أولى بالطاعة ولما احتج المهاجرون على الأنصار يوم السقيفة برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فلجوا عليهم فإن يكن الفلج به فالحق لنا دونكم وأن يكن بعده فالأنصار على دعواهم وزعمت أني لكل الخلفاء حسدت وعلى كلهم بغيت فإن يكن ذلك كذلك فليس الجناية عليك فيكون العذر إليك وتلك شكاة ظاهر عنك عارها وقلت إني كنت أقاد كما يقاد الجمل المخشوش حتى أبايع ولعمر الله لقد أردت أن تذم فمدحت وأن تفضح فافتضحت وما على المسلم من غضاضة في أن يكون مظلوما ما لم يكن شاكا في دينه ولا مرتابا بيقينه وهذه حجتي إلى غيرك قصدها ولكني أطلقت لك منها بقدر ما سنح من ذكرها. وهكذا ترى من مفهوم كلامه أبلغ الاحتجاج أخص حين قال: ولما
(٢٠٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 ... » »»