الإمام علي (ع) - الدكتور جواد جعفر الخليلي - الصفحة ٢٠٧
النطاف والأعشاب حتى تأتينا بأذن الله بدنا منقيات غير متعبات ولا مجهودات لنقسمها على كتاب الله وسنة نبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) فإن ذلك أعظم لأجرك وأقرب لرشدك إن شاء الله ".
ترى هذه العدالة وهذه الرأفة بالرعية والحيوان والخلق الفاضلة والشريعة السمحاء ونفائح النبوة وكيف يجب أن يكون إماما وقدوة وأميرا وإماما وخليفة بعد رسول الله ولو سارت بيده بعد موت رسول الله كيف بلغ الإسلام وبلغت الإنسانية أوجها وحققت مقاصدها.
23 - وما أجمل في المناظرة كتابه 28 ج 5 إلى معاوية حينما يقول فيه رادا عليه.
معلنا له فضله في السبق والكفاح وقربه لرسول الله وفضله على من سواه بقوله: " أما بعد فقد أتاني كتابك تذكر فيه اصطفاء الله محمدا (صلى الله عليه وآله وسلم) لدينه وتأييده إياه بمن أيده من أصحابه فلقد خبأ لنا الدهر منك عجبا إذ طفقت تخبرنا ببلاء الله تعالى عندنا ونقمته علينا في نبينا فكنت في ذلك كنا قل الثمر إلى هجر أو داعى مسدده إلى النضال وزعمت أن أفضل الناس في الإسلام فلان وفلان (يعني أبي بكر وعمر) فذكرت أمرا إن تم اعتزلك كله وإن نقص لم يلحقك ثلمه وما أنت والفاضل والمفضول والسائس والمسوس وما للطلقاء وأبناء الطلقاء والتمييز بين المهاجرين الأولين وترتيب درجاتهم وتعريف طبقاتهم هيهات لقد حن قدح ليس منها وطفق يحكم فيها من عليه الحكم لها إلا تربع أيها الإنسان على ضليعك وتعرف فصدر درعك وتتأخر حيث أخرك القدر فما عليك غلبة المغلوب ولا لك ظفر الظافر وإنك لذهاب في التيه رواع عن القصد ألا ترى غير مخبر لك ولكن بنعمة الله أحدث أن قوما استشهدوا في سبيل الله من المهاجرين والأنصار ولكل فضل حتى إذا استشهد شهيدنا قيل: سيد الشهداء (يقصد حمزة عم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وخصه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
(٢٠٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 ... » »»