الإمام علي (ع) - الدكتور جواد جعفر الخليلي - الصفحة ٢٠٦
عليه كارها، ولا تأخذن منه أكثر من حق الله في ماله، فإذا قدمت على الحي فانزل بمائهم من غير أن تخالط أبياتهم، ثم امض إليهم بالسكينة والوقار حتى تقوم بينهم فتسلم عليهم ولا تخدج بالتحية لهم ثم تقول: عباد الله أرسلني إليكم ولي الله وخليفته لآخذ منكم حق الله في أموالكم فهل لله في أموالكم من حق فتؤدون إلى وليه؟ فإن قال قائل: لا فلا تراجعه وإن أنعم لك منعم فانطلق معه من غير أن تحيفه أو توعده أو تعسفه أو ترهقه فخذ ما أعطاك من ذهب أو فضة فإن كان له ماشية أو إبل فلا تدخلها إلا بإذنه فإن أكثرها له فإذا أثبتها فلا تدخل عليها دخول متسلط عليه ولا عفيف به ولا تنهرن بهيمة ولا تفزعنها ولا تؤمن صاحبها فيها وأصدع المال صدعين ثم خيره فإذا اختار فلا تعرضن لما اختاره ثم أصدع الباقي صدعين ثم خيره فإذا اختار فلا تعرضن لما اختاره فلا تزال كذلك حتى يبق ما فيه وفاء لحق الله في ماله فاقبض حق الله منه فإذا استقالك فأقله ثم اخلطهما ثم اصنع مثل الذي صنعت أولا حتى تأخذ حق الله في ماله، ولا تأخذن عودا ولا هرمة ولا مكسورة ولا ملهوسة ولا ذات عوار ولا تأمنن عليها إلا من تثق بدينه رافقا بمال المسلمين حتى يوصله إلى وليهم فيقسمه بينهم ولا توكل بها إلا ناصحا شفيقا وأمينا وحفيظا غير معنف ولا مجحف ولا ملغب ولا متعب ثم احدر إلينا ما اجتمع عندك نصيره حيث أمر الله فإذا أخذها أمينك فأوعز إليه أن لا يحول بين ناقة وبين فصيلها ولا يمصر لبنها فيضر ذلك بولدها ولا يجهدنها ركوبا وليعدل بين صواحباتها في ذلك وبينها وليرفه عن اللاغب وليستأن بالنقب والظالع وليوردها ما تمر به من الغدر ولا يعدل بها عن نبت الأرض إلى جوار الطرق وليروحها في الساعات وليمهلها عند
(٢٠٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 ... » »»