الإمام علي (ع) - الدكتور جواد جعفر الخليلي - الصفحة ٢١١
وأجاب (أسبق الأمة) لم يسبقني إلا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بالصلاة وقد علمتم أنه لا ينبغي أن يكون الوالي على الفروج والدماء والمغانم والأحكام وإمامة المسلمين البخيل فتكون في أموالهم نهمته ولا الجاهل فيضلهم بجهله (1) ولا الجافي فيقطعهم بجفائه ولا الخائف للدول فيتخذ قوما دون قوم ولا المرتشي في الحكم فيذهب بالحقوق ويقف بها دون المقاطع ولا المعطل للسنة فيهلك الأمة.
28 - ج 3 الخطبة 144 وما أبدع هنا تصريحه بفضائل محمد وآله على كافة الأمة وما سوف يلاقيهم خصومهم وأنهم أولو الأمر لا غيرهم.
قوله (عليه السلام): " بعث الله رسله بما خصهم به من وحيه وجعلهم حجة له على خلقه لئلا تجب الحجة لهم بترك الأعذار إليهم فدعاهم بلسان الصدق إلى سبيل الحق.
ألا إن الله قد كشف الخلق كشفه لا أنه جهل ما أخفوه من مصون أسرارهم ومكنون ضمائرهم ولكن ليبلوهم أيهم أحسن عملا فيكون الثواب جزاء والعقاب دواء أين الذين زعموا أنهم الراسخون في العلم دوننا كذبا وبغيا علينا إن رفعنا الله ووضعهم وأعطانا وحرمهم وأدخلنا وأخرجهم بنا يستعطي الهدى ويستجلي العمى.
إن الأئمة من قريش غرسوا في هذا البطن من هاشم لا تصلح على سواهم ولا

(1) ولقد ثبت في الجزء الأول والثاني من موسوعتنا أن عليا أعلم الأمة وأشجعهم وأتقاهم وأسبقهم وأحرصهم على كتاب الله وسنة رسوله وأعدلهم وأقضاهم. كما وجدنا أبو بكر وعمر وعثمان كانوا يجهلون أكثر السنة وتأويل الكتاب وتفسيره والإجابة على أسئلة السائلين وأن الخلفاء الثلاثة هم الذين منعوا تدوين السنة. وأنهم سببوا انهيار الدين وانقسام الأمة واستيلاء آل أمية الفجرة على الحكم حينما أعانوهم وأعانوا أمثال عمرو بن العاص والمغيرة بن شعبة وأضرابهم حتى استحوذوا على الأمر بعد أن كانوا أقصوا أخيار المهاجرين والأنصار وهجروا عليهم.
(٢١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 ... » »»