الإمام علي (ع) - الدكتور جواد جعفر الخليلي - الصفحة ٢٠٤
رسول الله من مقاتلة الناكثين والقاسطين والمارقين وهذه مغيبات تلقاها من رسول الله من جبرئيل عن الله بقوله:
" ألا وقد أمرني الله بقتال أهل البغي والنكث والفساد في الأرض، فأما الناكثون فقد قاتلت وأما القاسطون فقد جاهدت وأما المارقة فقد دوخت " وبعد فاصل قصير يقول: " وبقيت بقية من أهل البغي، ولئن أذن الله في الكرة عليهم لاريلن منهم إلا ما ينشذر في أطراف البلاد تشذرا " ثم يستمر ويعرف نفسه من رسول الله ومقامه في الإسلام: " أنا وضعت في الصغر بكلاكل العرب وكسرت نواجم قرون ربيعة ومضر، وقد علمتم موضعي من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بالقرابة القريبة والمنزلة الخصيصة، وضعني في حجره وأنا وليد، يضمني إلى صدره، ويكنفني في فراشه، ويمسني جسده ويشمني عرفه، وكان يمضغ الشئ ثم يلقمنيه، وما وجد لي كذبة في قول ولا خطلة في فعل، ولقد قرن الله به (صلى الله عليه وآله وسلم) من لدن كان فطيما أعظم ملك من ملائكته، يسلك به طريق المكارم، ومحاسن أخلاق العالم ليله ونهاره ولقد كنت اتبعه اتباع الفصيل أثر أمه، يرفع لي في كل من أخلاقه علما ويأمرني بالاقتداء به، ولقد كان يجاور في كل سنة بجزاء فأراه ولا يراه غيري، ولا يجمع بيت واحد يومئذ في الإسلام غير رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وخديجة وأنا ثالثهما أرى نور الوحي والرسالة، وأشم ريح النبوة ولقد سمعت رنة الشيطان حين نزل الوحي عليه (صلى الله عليه وآله وسلم) فقلت يا رسول الله ما هذه الرنة، فقال هذا الشيطان قد أيس من عبادته، إنك تسمع ما أسمع وترى ما أرى إلا أنك لست بنبي ولكنك لوزير وأنك لعلي خير " ثم يذكر ملأ قريش وطلبهم منه المعجزة وطلبهم استدعاء شجرة فيدعوها باسم الله فتأتي مقلوعة بعروقها بإذن الله وأدلت بغصنها الأكبر على رسول الله وببعض أغصانها على منكب على الذي كان عن يمين رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ثم أمر نصفها بطلبهم فتقرب نصفها ثم عاد
(٢٠٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 ... » »»