الإمام علي (ع) - الدكتور جواد جعفر الخليلي - الصفحة ٢٠٣
كاذب لم يقبلوا منه، ولم يصدقوا قوله ولكنهم قالوا صاحب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) (1) رآه وسمع منه، ولفف عنه فيأخذون بقوله، وقد أخبرك الله عن المنافقين بما أخبرك ووصفهم بما وصفهم به لك ثم بقوا بعده فتقربوا إلى أئمة الضلالة والدعاة إلى النار بالزور والبهتان فولوهم الأعمال، وجعلوهم حكاما على رقاب الناس (2) فأكلوا بهم الدنيا وإنما الناس مع الملوك والدنيا إلا من عصم الله، فهذا أحد الأربعة ثم شرح الثلاثة الآخرين رجل توهم في سماعه ولم يتعمد الكذب وثالث سمع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ولم يسمع نهيه أو سمعه ينهى ثم أمر به ولم يسمعه فحفظ ما سمع ورواه وعمل به غير متعمد ورابع سمع الواقع وعمل به، ثم شرح كلام رسول الله وكيف كان يتلقى الصحابة وكيف كان رسول الله يطلعه عليها جميعا. وكان هدفنا ما أورده المنافقون أعداء الله ورسوله والإسلام وشدة أثرهم في الإسلام.
20 - الخطبة 234 في ذم إبليس وتكبره والعصبيات التي يغرى بها ابن آدم كما تعصب هو عليه ثم يشيد بالتعصب لمكارم الأخلاق ومحامد الأفعال والأخذ بالفضل والأباء من إتيان الموبقات ورعاية الحق والعدل ثم يعضهم بالسالفين وما أدى إلى وهنهم وكيف محصهم الله وكيف سلب العزة من الجبابرة الأكاسرة والقياصرة وأعز العرب المتخاصمين بما ينتابهم من فقر وجهل وضعف وكيف أبدلهم برسوله ودينه بالألفة والعلم والغنى فحكموا الدنيا ومن كان يحكمهم ثم جاء بعضهم بمحاورة الله في كتابه وسنته والعود للجاهلية وعصبياتها. وحذرهم من النكسة والعود للذلة وغلبة أعدائهم باتباع السفهاء والمنافقين. ثم يدلي بما أمره

(1) مر علينا في الكتاب الثالث من موسوعة المحاكمات إن أبا بكر غصب فدكا من ابنة رسول الله وأسند غصبه إلى رواية نحن معاشر الأنبياء لا نورث وقد ثبت كذبها.
(2) فمن ترى يعني الإمام عن هؤلاء غير من غصبوا الخلافة.
(٢٠٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 ... » »»