ومضيت بنور الله حين وقفوا وكنت أحفضهم صوتا، وأعلاهم فوتا، فطرت بعنانها، واستبددت برهانها، كالجبل لا تحركه القواصف، ولا تزيله العواصف، لم يكن لأحد في مهمز، ولا لقائل في منغمز، الذليل عندي عزيز حتى آخذ الحق له، والقوي عندي ضعيف حتى آخذ الحق منه، رضنا عن الله قضاءه، وسلمنا لله أمره، أتراني أكذب على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)؟ والله لأنا أول من صدقه فلا أكون أول من كذب عليه فنظر في أمري فإذا طاعتي (لرسول الله) قد سبقت بيعتي (لأبي بكر وعمر وعثمان) وإذا الميثاق (الذي لا ينفك عن عنقهم لي يوم بايعني في غدير خم بأمر الله ورسوله) في عنقي لغيري.
11 - الخطبة 108 وفيها يصف كمال وجلال الله وأوصاف الملائكة وانخداع الناس بخدع الدنيا ويذكرهم بيوم القيامة ويذكر لهم فضائل رسول الله وأوصيائه وها أني أذكر هذا الأخير والذي فيه الحجة والاحتجاج على الغاصبين والمتابعين لهم اللذين أعرضوا عن وصايا الله ورسوله واتبعوا من لا يسمن ولا يغني سالكا إياهم غير سبيل الرشاد حتى أطاح بالدين والديانون وقاد الأمة عن سبيل الحق إلى التفرقة والفساد وأبعدهم عن أئمة الحق. وإليك وصف الإمام علي نفسه وآل بيته وآل رسول الله حيث يقول:
" نحن شجرة النبوة، ومحط الرسالة، ومختلف الملائكة، ومعادن العلم وينابيع الحكمة ناصرنا ومحبنا ينتظر الرحمة (لأنه اتبع السراط المستقيم) وعدونا ومبغضنا ينتظر السطوة (لأنه حادد الله ورسوله وانحرف عن سبل الرشاد والكتاب وسنن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) ".
12 - في الخطبة 150 ويتطرق فيها عن الفتنة والانقلاب الحادث على أثر وفاة رسول الله كما يتطرق فيها مشيرا بها إلى مهدي آل محمد المرجو للإصلاح