الإمام علي (ع) - الدكتور جواد جعفر الخليلي - الصفحة ١٩٦
المقلات، حجزته أتقوى عن تقحم الشبهات ألا وإن بيتكم قد عادت كهيئتها يوم بعث الله فيكم والذي بعثه بالحق، لتبلبلن بلبلة ولتغربلن غربلة ولتساطن سوط القدر حتى يعود أسفلكم أعلاكم وأعلاكم أسفلكم وليسبقن سابقون كانوا قصروا، وليقصرن سباقون كانوا سبقوا والله ما كتمت وشمة ولا كذبت كذبة.
ولقد نبئت بهذا المقام وهذا اليوم. ألا وإن الخطايا خيل شمس حمل عليها أهلها، وخلعت لجمها فتقحمت بهم في النار. ألا وإن التقوى مطايا ذلل حمل عليها أهلها وأعطوا أزمتها فأوردتهم الجنة حق وباطل ولكل أهل فلان أمر الباطل لقديما فعل ولأن قل الحق فلربما ولعل ولقلما أدبر شئ فأقبل.
9 - الخطبة السادسة والعشرون وفيها يذكر محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) يوم بعث وحالة العرب المزرية آنذاك حتى إذا مات وانقلبوا وفيها احتجاجه ومنها:
" فنظرت فإذا ليس لي معين إلا أهل بيتي فظننت بهم على الموت وأغضيت على القذى، وشربت على الشجى، وصبرت على أخذ الكظم وعلى أمر من طعم العلقم ".
10 - ومن كلام له في 37 تقوم مقام الخطبة قالها بعد حرب النهروان (حربه مع الخوارج) وفيها أبان ميزانه وإنه أول مؤمن صدع بأمر الله وأجمعهم لشروط الخلافة وإقامة الحدود، ومعاضدة رسول الله واتباعه وصاياه حتى سبقت طاعته لرسول الله (الذي أمره أن يداريهم في الانقلاب والفتنة وحتى ولو بلغ الأمر أن يبايعهم يبايع) فبايعهم لاحقا لما أوصاه رسول الله سابقا وهم اللذين سبقوا فبايعوه في غدير خم وإذا تنقلب الأمور وإذا الميثاق الذي واثقوه وهو في أعناقهم ينقلب لهم في عنقه وهاك بعض ما قال:
" فقمت بالأمر حتى فشلوا، وتطلعت حتى تقبعوا، ونطقت حين تقنعوا
(١٩٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 ... » »»