" أفلح من نهج بجناح أو استسلم فأراح هذا ماء آجن ولقمة يغص بها آكلها ومجتنى الثمرة لغير وقت إيناعها كالزارع بغير أرضه فإن أقل يقولوا حرص على الملك، وإن أمسكت يقولوا جزع من الموت هيهات بعد اللتيا واللتي، والله لابن أبي طالب آنس بالموت من الطفل بثدي أمه.
بل اندمجت على مكنون علم لو بحت به لاضطربتم اضطراب الأرشية في الطوى البعيدة الأرشية - الجبال، الطوى - البعيدة - الآبار العميقة.
6 - واحتج في خطبته السادسة يوم أشير عليه مذ نكث البيعة طلحة والزبير أن لا يرصد لهما القتال: بقوله:
" والله لا أكون كالضبع تنام على طول الكدم، حتى يصل إليها طالبها ويختلها راصدها. ولكني أضرب بالمقبل إلى الحق المدبر عنه وبالسامع المطيع العاص المريب أبدا حتى يأتي علي يومي " حتى قال:
" فوالله ما زلت مدفوعا عن حقي مستأثرا علي منقذ قبض الله نبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) حتى يوم الناس هذا ".
7 - وفي الخطبة السابعة يشير إلى مخالفيه باتباعهم الشيطان قوله: " اتخذوا الشيطان لأمرهم ملاكا، واتخذهم له أشراكا، فباض وفرخ في صدورهم، ودب ودرج في جحورهم، فنظر بأعينهم، ونطق بألسنتهم فركب بهم الزلل، وزين لهم الخطل، فعل من قد شركه الشيطان في سلطانه ونطق بالباطل على لسانه ".
8 - في الخطبة السادسة عشر التي خطبها ولما بويع بالمدينة بعد مقتل عثمان وأهم ما فيها ما أشار به لمستقبل الأمة الإسلامية على أثر ما حدث قبلها وأعلن لهم أنه قد نبئ عن هذا كله (أنبأه رسول الله عما أنبأه جبرئيل عن الله) قوله:
" ذمتي بما أقول رهينة وأنا به زعيم إن من صرحت له العبر عما بين يديه من