هذه صفحة من احتجاجات أمير المؤمنين علي (رض) من نهج البلاغة:
وها أني أقدم مجموعة من بعض الاحتجاجات المتفرقة التي أوردها الإمام علي في خطبه ورسائله وكلماته في نهج البلاغة للوقوف عليها. ومنها الخطبة / 2 وبدأها بالحمد والشكر والثناء ثم بعد انصرافه من صفين واستمر بذكر آل محمد وآله وسمو مقامهم مشيرا إلى من ثاواهم ووترهم وانقلب عليهم وكيف عادت ومنها قوله بمحمد ورسالته:
2 - " واشهد أن محمدا عبده ورسوله، أرسله بالدين المشهور والعلم المأثور والكتاب المسطور والنور الساطع والضياء اللامع والأمر الصادع إزاحة للشبهات واحتجاجا بالبينات وتحذيرا بالآيات وتخويفا بالمثلات والناس في فتن انجذم فيها حبل الدين وتزعزعته سواري اليقين، واختلف الفجر، وتشتت الأمر، وضاق المخرج وغمى المصدر فالهوى خامل، والعمى شامل، عصى الرحمن ونصر الشيطان وخذل الإيمان فانهارت دعائمه وتنكرت معالمه ودرست سبله وعفت شركه أطاعوا الشيطان فسلكوا مسالكه ووردوا مناهله بهم سارت أعلامه وقام لواءه في فتن داستهم بأخفافها ووطأتهم بأظلافها وقامت على سنابكها فهم فيها تائهون حائرون جاهلون مفتونون في خير دار، وشر جيران نومهم سهود وكحلهم دموع، بأرض عالمها ملجم وجاهلها مكرم " ثم عطف يثني على آل محمد " هم موضع سره ولجأ أمره وعيبة علمه وموئل حكمه وكهوف كتبه وجبال دينه بهم أقام انحناء ظهره وأذهب ارتعاد فرائصه ".
ومنها، يعني قوما آخرين خرجوا عليه وفيها تسم الاحتجاج يوم عادت له الخلافة.