وهكذا ترى رغم أن الغزالي وابن عقدة من أهل السنة والجماعة بيد لأنه قالا حقا سخط عليهما رغم أنهما صادقين ومحدثين متبحرين طعنوا بهم.
ومثله المؤرخ الشهير محمد بن جرير الطبري المؤرخ والمفسر الثقة مات عن عمر 86 سنة ودفن ليلا في داره للعصبية التي كانت ضده ورغم كونه من السنة والجماعة بيد كان ينطق ببعض الحقائق دون تقية وأعظم وأعجب من ذلك قتل الإمام أبو عبد الرحمن النسائي بن أحمد بن علي وهو أحد أئمة الصحاح الستة ومن أعاظم ومفاخر علماء القرن الثالث كالطبري وقصة قتله كما يلي:
دخل دمشق سنة 303 فرأى أهل الشام بعد كل صلاة حسب ما كان أذاعه آل أمية باقين على نفس الشاكلة وهم يسبون ويلعنون الإمام عليا بعد كل صلاة وعلى منابرهم فتأثر كثيرا وهو من أئمة أهل السنة والجماعة فكتب كتابه الخصائص العلوية وبدأ يسرد أحاديثه والروايات الواقعية على المنبر وذات يوم هجم عليه جماعة من الأوباش تحت تأثير جماعة من النواصب والأمويين وأنزلوه من المنبر لكما وضربا وأخذوا بإحليله وبيضته تحت الضغط والسحب فكانت نتيجة هذه الصدمات أنه مات على أثرها خلال بضعة أيام وهكذا نجد رغم أن الرجل من مفاخرهم ومن أئمتهم يؤدي بهم الجهل أنهم لا يطيقون سمع ما يريد إبداءه بحكم العقل وبحكم الوجدان في بعض فضائل أخي رسول الله ووصيه ووزيره وأبو أسرته.
* (يريدون أن يطفؤا نور الله بأيديهم * ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون) *.
* * *