كتاب الصلاة - شيخ عبد الكريم الحائري - الصفحة ٢٩٨
العرف مثل التكلم بالألفاظ المهملة بقصد الحكاية عن نوعها كلفظ ديز في قولك ديز مهمل أم كان الاستعمال غلطا.
واما لو تلفظ من دون الاستعمال في معنى بل كان غرضه نفس ايجاد الحرف لتعلم مخرجه أو لغرض اخر فلا يصدق التكلم سواء في ذلك أن يكون الملفوظ حرفا واحدا أم مركبا من حرفين فصاعدا نعم قد يكون التلفظ بنحو ما ذكرنا ما حيا لصورة الصلاة فيبطل من تلك الجهة لا من جهة صدق التكلم.
والحاصل ان المعيار في صدق التكلم اتيان لفظ حاكيا عن معنى سواء كان الحرف واحدا كقولك " ق " مقصودا به معنى الامر الحاضر من الوقاية أو كقولك (و) مقصودا به العطف أم كان أزيد من حرف واحد ولو لم يأت باللفظ على نحو الاستعمال و الحكاية لم يصدق التكلم وان كان اللفظ موضوعا كما لو تلفظ بلفظ (ق) لا بعنوان الحكاية عن المعنى بل لغرض تعلم مخرج القاف على النحو الصحيح والتمسك بمرسلة الصدوق وكذا خبر طلحة بن زيد عن جعفر بن محمد عليهما السلام ان عليا عليه السلام قال من أن في صلوته فقد تكلم في اثبات ان المركب من حرفين كلام وان كان مهملا ضعيف فان أنين المريض في بعض الأحيان ليس مشتملا على حرف فضلا عن أن يتركب من حرفين وحمل الرواية على خصوص ما إذا تلفظ بحرفين ليس بأولى من حملها على بيان المصداق التعبدي بملاحظة اشتراكه مع التكلم الدال على الاخبار بمرضه هذا.
في عدم قاطعية القرآن والذكر تنبيه لا اشكال في عدم قاطعية ما كان داخلا في الأذكار والأدعية وقراءة القرآن وان كان لغرض يترتب عليه اما برفع صوته كايقاظ الغير أو لكونه مدلولا التزاميا له أو جزئيا من الحكم الكلى المستفاد من الآية أو الدعاء أو الذكر أو لكونه مناسبا للآية التي يقرأها فينتقل الذهن إليه من باب الإشارة وغير ذلك مما لا يستلزم استعمال اللفظ في المعنى الذي تعلق غرضه به واما لو استعمل اللفظ في المعنى الذي تعلق غرضه بافهامه كما إذا وجه الخطاب إلى شخص مسمى بيوسف وقال يوسف اعرض عن هذا أو إلى
(٢٩٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 293 294 295 296 297 298 299 300 301 302 303 ... » »»
الفهرست