كتاب الصلاة - شيخ عبد الكريم الحائري - الصفحة ١٩٨
المسبوق سليمة عن المعارض.
في وجوب تعلم القراءة الموقع الرابع في وجوب تعلم القراءة وما يتعلق به وكيفية أداء الكلمات مادة وهيئة وحكم من لا يحسن القراءة فهيهنا مسائل:
الأولى يجب تعلم القراءة كوجوب تعلم باقي اجزاء الصلاة في الوقت بل قبله بناء على ما هو التحقيق من وجوب تحصيل مقدمة الواجب المشروط بشرط يعلم تحققه في محله وان علم بقدرته على التعلم في الوقت أيضا إذ على هذا يتخير بين التعلم قبل الوقت وبعده وقد حققنا ذلك في الأصول هذا إذا لم يتمكن من الايتمام ولو تمكن منه فلا يجب عليه تعلم ما يسقط عنه به على الأقوى خلافا لمحكي عن الجواهر من تقويته وجوب التعلم عينا ولو مع التمكن من الايتمام بعد أن حكى التصريح بذلك عن كاشف الغطاء وفرع عليه انه لو تركه في السعة وائتم اثم وان صحت صلوته وما قيل في وجه ذلك من أن الايتمام لأجل توقفه على فعل الغير الخارج عن قدرته ليس فعلا اختياريا له حتى يتخير بينه وبين التعلم مدفوع بان الكلام انما هو مع فرض التمكن ولا يكون الا مع تحقق ما هو خارج عن قدرته وبعبارة أخرى فرض الكلام فيما يكون صلاة الجماعة أفضل فردي الواجب ولا اشكال في أن الامر بتلك الصلاة ليس أمرا بما هو خارج عن قدرة المكلف بل قد يكون واجبا عينيا كما إذا لم يقدر على اتيان الفرد الاخر ويمكن ان يكون مراد كاشف الغطاء فيما إذا لم يحرز تمكنه من الايتمام واتفق له ذلك فيصح في مثل ذلك القول بصحة الصلاة مع الاثم اما صحة الصلاة فواضحة واما الا ثم فللتجري وكيف كان فلا اشكال في ذلك كما لا اشكال أيضا في جواز ترك التعلم لو تمكن من اتباع القارئ ولو تمكن من القراءة من المصحف فهل يجوز ذلك مع القدرة على الحفظ أولا ذهب جماعة إلى الجواز لاطلاق دليل القراءة وخصوص رواية الحسن بن زياد الصيقل قال قلت لأبي عبد الله عليه السلام ما تقول في الرجل يصلى وهو ينظر في المصحف يقرء فيه يضع السراج قريبا منه فقال عليه السلام لا بأس وعن
(١٩٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 ... » »»
الفهرست