الإسماعيليون والمغول ونصير الدين الطوسي - حسن الأمين - الصفحة ٢٨٤
العلقمي إلى هولاكو أو قبض عليهم أو تحدث إليهم أو شهدهم يدخلون على هولاكو ".
ومصدر هذه الإشاعات الوحيد هو الواتدار الصغير عدو ابن العلقمي اللدود.
3 - إن ما حاول أن يستند إليه مرددو التهمة من سلامة ابن العلقمي وإشراكه في اللجنة التي شكلت لإدارة شؤون العراق بعد احتلاله، يرده أن ممن سلموا وأشركوا في تلك اللجنة، من كان من أركان الدولة قبل الاحتلال ومنهم صاحب ديوان الخليفة المستعصم، أي وزير ماليته، وحاجب الباب في عهده أي مدير شرطة العاصمة، كما كان بين السالمين أقرب مستشاري الخليفة إليه صديقه عبد الغني الدرنوس.
وكان لا بد للمغول ممن يعهدون إليه بإدارة شؤون البلاد من أهل البلاد نفسها فاختاروا من اختارهم وكان فيهم ابن العلقمي. وقد كان مقياس الاختيار - كما يظهر جليا - هو تمرس المختار في الأعمال الإدارية من قبل، لذلك اختاروا كبار رجال الحكم السابقين.
وقد أدرك فساد هذا الدليل من جاءوا من بعد، لذلك رأينا الديار بكري يختلق قصة قتل هولاكو لابن العلقمي.
وما أحسن ما قاله الدكتور جعفر خصباك في هذا الموضوع: " ويبدو أن إلصاق تهمة سقوط بغداد بابن العلقمي إنما غايتها تبرير الإهمال والتسبيب اللذين سيطرا على إدارة العراق منذ بداية الغزو المغولي لدولة خوارزم سنة (616 ه‍ - 1219 م)، وقد كانت الخطة الصحيحة المناسبة آنذاك هي محاربة المغول منذ أول ظهورهم في بلاد ما وراء النهر وخراسان، وليس التفرج على هجماتهم وفظائعهم وانتظارهم عند أسوار بغداد، ثم اتهام الوزير بأنه السبب في سقوط المدينة ".
بين جنگيز وهولاكو والطوسي يقول محمد مدرسي زنجاني: في كتابي (سركذت وعقائد فلسفي خاجه نصير
(٢٨٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 279 280 281 282 283 284 285 286 287 288 289 ... » »»