ثم يقول: " إن الكثير من تنظيمات العراق الإدارية والاقتصادية وأحواله الاجتماعية لم تخضع لتغييرات مفاجئة أو عميقة، بل إن الاستمرارية ظلت واضحة فيها فكأن البلاد فقدت الخليفة العباسي ووزراءه وعددا من وظائفه، ولكنها احتفظت بالكثير من نظمهم ووظائفهم الإدارية ".
ثم يقول: "... وأخذت شخصية البلاد الثقافية الناتجة من تراثها الغني العميق تعود إلى الظهور من جديد، كما ظهر بنو العباس وصارت لهم نقابة خاصة بهم ".
ويقول عن بغداد: "... ومن هذا كله يبدو أن عبارات التخريب التي أوردها المؤرخون عما جرى للمدينة (بغداد) مبالغ فيها لأن المعالم الرئيسية للمدينة كقصور الخليفة والمدارس والأسواق وغالب المحلات بقيت دون أن يصيبها غير تخريب محدود أمكن إصلاحه في وقت قصير... ".
ويقول: " يضاف إلى ذلك أن الكتاب الموسوم بالحوادث الجامعة - وهو معاصر - يؤكد وجود دار الخلافة ودار الدويدار الكبير وجامع الخليفة والمدرسة النظامية وسوقها والمدرسة المستنصرية والمدرسة التتشية ومدرسة الأصحاب ومدارس وربط أخرى ".
ويقول في (الحوادث الجامعة) ص 333، وفي (جامع التواريخ)، ج 2، قسم 1، ص 595: أن هولاكو قد أمر بعد انتهاء عمليات الاستباحة بإصلاح ما خرب من المدينة وترميم أسواقها وإعادة أعمال أهلها إلى ما كانت عليه سابقا.
رأينا فيما تقدم أسماء ثلاثة أشخاص عينهم هولاكو على رأس الحكم فور سقوط الحكم السابق لإدارة العراق بأيد عراقية وهم مؤيد الدين بن العلقمي وعلي بهادر وفخر الدين الدامغاني والقاضي عبد المنعم البندنيجي.
وإذا كان علي بهادر غير عراقي الأصل فهو متعرق، ويكفي أن يكون مسلما،